تزخر ولاية سعيدة بمعالم أثرية من مختلف العصور هي في حاجة للتعريف بها لجعل منها وجهات سياحية بامتياز و بالتالي بعث نشاط بالمنطقة في مجال ترقية السياحة الداخلية. وتقسم مديرية الثقافة بالولاية— حسب مسؤولها السيد بومدين عبد الحميد— هذه المعالم الأثرية إلى ثلاث مجموعات الأولى خاصة بفترة ما قبل التاريخ و تشمل مغارات سكنها الإنسان بوادي سعيدة بعاصمة الولاية و "عين المانعة" و منطقة "تيفريت" ببلدية "عين السلطان" وهي كلها مواقع مصنفة. أما المجموعة الثانية فهي معالم خاصة بالعهد الروماني و العهد العثماني مثل الموقع الروماني "لوكي تيمزوين" ببلدية "يوب" وكذا موقع "تيمطلاس" ببلدية سيدي أحمد و موقع "تافراوة" الذي يعود للعهد العثماني بنفس البلدية علما أن أغلب هذه المواقع لا تزال غير مصنفة و تحتاج لعمليات ترميم لحمايتها والحفاظ عليها. وتضم المجموعة الثالثة -حسب مدير الثقافة- معالم تعود للحقبة الإستعمارية الفرنسية مثل المواقع التي أنجزها الأمير عبد القادر خلال فترة مقاومته للإحتلال الفرنسي وكذلك كنيسة و ساعة رملية بوسط مدينة سعيدة. وقد إستفاد بعض هذه المعالم من عمليات ترميم مثل الساعة الرملية التي يسهر مكتب دراسات مختص على ترميمها و بوابتان بحي "لارودوت" بمدينة سعيدة. كما تم تسجيل -حسب ذات المسؤول- بعض المعالم في قائمة الجرد الإضافية مثل المسجد العتيق بمدينة سعيدة الذي بني سنة 1889 و كذا "باب معسكر" و "باب تيارت" الواقعين ضمن موقع "لارودوت". وقد تم تشييدهما خلال الفترة الممتدة من سنة 1850 إلى سنة 1857. وللتعريف أكثر بهذا التراث التاريخي الكبير نظمت مديرية الثقافة للولاية سلسلة من الخرجات للمعالم الأثرية منذ نهاية شهر أفريل الماضي. و شارك في هذه الخرجات تلاميذ التعليم بأطواره الثلاثة و منخرطو جمعيات و هياكل ثقافية و شبانية بالولاية و كذلك رياضية سمحت لهم بالتعرف على تلك المعالم و الإطلاع على تاريخها من قبل مختصين في الآثار رافقوا تلك الرحلات الإستكشافية. كما أصدرت المديرية مطويات تعريفية بالمعالم الأثرية تقوم بتوزيعها على مواطني مختلف الولايات خلال الزيارات المنظمة بمناسبة الأسابيع الثقافية حيث يبدي عدد كبير ممن يتابعون فعاليات الأسابيع الثقافية لولاية سعيدة عبر الوطن اعجابا كبيرا لثراء الولاية بمثل هذه المعالم حسبما أكده ذات المسؤول.