يعد فيلم "قطن" للؤي فاضل الذي عرض يوم الأربعاء في متحف السينما لوهران ثاني فيلم قصير عراقي يدخل المنافسة ضمن الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي بعد "عيد ميلاد سعيد" لمهند حيان. وكلا الفيلمين له قصته الخاصة وإيقاعه وأسلوبه الفني في الإخراج ولكن العنصر المشترك بين المخرجين يكمن في إرادة الإيمان بأن الحياة سوف تنتصر على الموت في العراق. ويروي "عيد ميلاد سعيد" بشكل مؤثر ربع ساعة من حياة طفل الذي يحتفل ببلوغه خمس سنوات بمقبرة بينما يتطرق "قطن" لبلوغ مراهقة كرمز للخصوبة والحياة. ويثير الفيلمان لدى المشاهد الشعور بالسعادة والذنب في آن واحد. سعادة وارتياح لرؤية الحياة تنتصر من خلال صبي يضحك ويجري ويغني ويتكلم مع الأحياء والموتى في "عيد ميلاد سعيد" ولكن شعور بالذنب أيضا عند رؤية فتاة صغيرة تستعمل قطن من تابوت. وفي فيلم "سحر الفراشة" يكون المخرج المصري روماني سعد المخرج الثاني الذي يدافع عن قضية المرأة بعد "سكون" للبحريني عمار الكوهجي. ففي 18 دقيقة تعرض قصة اعتداء على شابة مصرية أمام الملأ خلال مظاهرة تدعو إلى احترام حقوق المرأة. وتأسف المخرج خلال النقاش الذي تلى العرض عن وضعية المرأة في المجتمعات العربية الإسلامية حيث تعاني -حسبه- من انفصام الشخصية في النظرة إلى الحياة لتكون بذلك محل رغبة واحتقار وجاذبية ورفض في نفس الوقت. وفي فيلم "المنفي" يتطرق المخرج الجزائري مبارك مناد إلى موضوع "الحرقة" (لهجرة السرية) برؤية جديدة. ويحكي الفيلم معاناة شاب جزائري والذي يحلم بالرحيل. ودون الحكم عن الشاب الذي يظن أن الأمور أحسن في بلد آخر حاول المخرج أن يبرز أن الرحيل يعد حاجة لدى الإنسان كما أن حالة الإنزواء التي يواجهها شباب جنوب العالم يزيد من رغبة الهجرة. وبإخراج واقعي وتصوير قاعدي وإضاءة معتدلة تمكن المخرج من تبليغ رؤيته بطريقة بسيطة وفعالة.