عاد لقب أحسن رياضي لعام 2013 في الجزائر، بجدارة و استحقاق إلى الملاكم الشاب، محمد فليسي الذي كان له الفضل في عودة الجزائر إلى الواجهة العالمية بعد 18 سنة من الغياب، بفضل الميدالية الفضية التي توج بها في وزن (49 كلغ) في بطولة العالم بألماتي (كازاخستان). ولدى تلقيه نبأ اختياره أحسن رياضي في الجزائر لعام 2013 من قبل الصحافة الوطنية، لم يخف ابن مدينة بومرداس "فرحته" و "اعتزازه" بهذا التكريم. وصرح فليسي عقب الإعلان عن النتائج "أنا جد سعيد بتتويجي بلقب أحسن رياضي جزائري لعام 2013 . الوصول إلى هذه المرتبة لا يعتبر أمرا سهلا. إنه تتويج لكفاح طويل و تضحية كبيرة (...) لقد فرحت كثيرا بهذا التتويج الذي سيكون لي بمثابة حافز قوي للمستقبل". وحصل الملاكم الشاب محمد فليسي على 24 صوتا من مجموع ال32 صوتا المعبر عنها من قبل وسائل الإعلام المشاركة في سبر الأراء، متقدما بفارق شاسع جدا عن هداف المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، إسلام سليماني الذي حل في المركز الثاني بأربعة أصوات و مدافع "الخضر" مجيد بوقرة، صاحب الصف الثالث بصوتين. ويأتي هذا الاختيار، كجائزة و تكريم في حجم الانجاز الذي حققه الملاكم الشاب (23 ربيعا)، حيث تمكن من افتكاك مكانة متميزة في عالم الفن النبيل العالمي في فئته (49 كلغ) و تسجيل اسمه واسم الجزائر بأحرف من ذهب في سجل الملاكمة العالمية. ويعود الفضل في اعتلاء فليسي قمة هرم الرياضة الجزائرية إلى الموسم الحافل بالتتويجات، حيث حاز على الميدالية الفضية في مونديال ألماتي (13-26 أكتوبر بكازاخستان) وميدالية ذهبية في الطبعة ال17 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بمرسين التركية (18-30 جوان). ولقد سمحت فضية فليسي العالمية للجزائر أن تجدد العهد مع التتويجات العالمية بعد 18 سنة من الغياب، حيث يعود آخر تتويج للملاكمة الجزائرية في بطولة العالم إلى عام 1995 في مونديال برلين، عندما أحرز نور الدين مجهود الميدالية الفضية. وقبله بأربع سنوات، توج المرحوم حسين سلطاني بالميدالية البرونزية في بطولة العالم بسيدني عام 1991 في وزن الريشة. ومن شأن تتويج محمد فليسي في بطولة العالم أن يعطي دفعا جديدا للملاكمين الجزائريين تحسبا للمواعيد التنافسية المقبلة، أهمها الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيور-البرازيل 2016). ويعتبر الملاكم الجزائري أن هذا التتويج العالمي ما هو إلا ثمرة لسنوات من العمل و الاجتهاد و التضحية . و حرص فليسي على التأكيد أن هذه الميدالية "هي ثمرة تضحيات كبيرة(....) لقد حضرت بشكل صارم و جدي وبوتيرة منتظمة و أنا سعيد لأنني جنيت ثمرة هذا التفاني وما يزيد من قيمة هذه الميدالية بالنسبة لي، هي أنها جاءت بعد مشقة كبيرة". — الألعاب الأولمبية المقبلة هي هدفي الأكبر.... محمد المعروف بجديته و انضباطه، لا ينوي التوقف عند هذا الحد، حيث شرع مباشرة عقب تتويجه وصيفا لبطل العالم في التفكير في المستقبل، اذ يضع حاليا هدف التتويج بميدالية أولمبية في ريو ديجانيرو (البرازيل 2016) نصب عينيه. وفي هذا الشأن، صرح الملاكم الذي يحمل ألوان المجمع البترولي " لا أريد أن أكتفي بهذا القدر من التتويجات، فهدفي الرئيس الآن هو اعتلاء منصة التتويج في أولمبياد ريو دي جانيرو". و يبدو أن طموح ابن مدينة بومرداس يفوق وزنه و سنه، ولكنه يبقى مشروعا بالنظرالى مشواره الجيد الذي أخذ منحى تصاعدي من سنة لأخرى، مؤكدا بذلك أنه من طينة الأبطال الكبار. ففي سنة 2010 ،التحق فليسي بالمنتخب الوطني للأكابر في سن ال20 سنة، ليتوج بعدها في سنة 2011 بالميدالية الفضية في الألعاب الإفريقية التي جرت بمابوتو (موزمبيق) عندما كان يلاكم في وزن (الذبابة). وتوج كذلك بذهبية الدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن 2012، التي جرت في الفترة الممتدة من 28 افريل الى 5 ماي 2012 بالدار البيضاء المغربية، عقب فوزه في المنازلة النهائية لوزن اقل من 49 كلغ على حامل اللقب الكاميروني توماس ايسونبا. وبعدها، فاز فليسي بذهبية الألعاب المتوسطية بمرسين بتركيا (18 الى 30 جوان) والتي حققت فيها الملاكمة الجزائرية انجازا تاريخيا بحصدها لمجموع 5 القاب من بين العشرة (10) المتنافس عليها، بالإضافة الى ميدالية برونزية. كما أنهت المنافسة في المركز الاول حسب الفرق. ولا ريب فيه أن فليسي سيكون أمل الرياضة الجزائرية عموما و الملاكمة خصوصا في المواعيد الدولية المقبلة، سيما الألعاب الأولمبية (2016 )، المنافسة الأرقى التي كانت و ما تزال الهدف الأسمى لكل رياضي في العالم.