يواصل التحكيم إثارة الجدل في مباريات البطولة الوطنية، رغم التصحيحات والتغييرات الكثيرة، التي أجراها الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ بداية الموسم الجاري، وفي مقدمتها قضية الاعتماد على حكم الفيديو المساعد "الفار"، التي زادت من الجدل واللغط في مباريات البطولة أكثر مما خدمتها، سواء من خلال عدم الاعتماد عليها في بعض المباريات، أو عدم حسمها لبعض الحالات الجدلية، ما يثير أكثر من علامة استفهام عن جدوى هذه القرارات الثورية في البطولة الوطنية. عرفت مباراة شباب قسنطينة ونجم مقرة، أول أمس، في الجولة 14 من الرابطة المحترفة الأولى، مهزلة تحكيمية بكل المقاييس، كان بطلها الحكم لطفي بكواسة، ما تسبب في حدوث مشكلة كبيرة جدا وفوضى عارمة في الدقائق الأخيرة من اللقاء، استمرت لفترة طويلة جدا، أثبتت مرة أخرى، أن مشاكل التحكيم في الجزائر لن تنتهي بالسهولة التي كان يتوقعها البعض، من خلال توظيف تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار"، ففي الدقيقة (90+6)، سجل نادي شباب قسنطينة هدفا، عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، احتسبه الحكم بكواسة، الذي اصطدم باحتجاجات قوية من لاعبي ومسؤولي ونادي نجم مقرة، على اعتبار أن الهدف كان من وضعية تسلل واضحة للمهاجم النيجيري أومويلي. وتوقفت المباراة لحوالي 15 دقيقة، احتج خلالها لاعبو نجم مقرة بشدة، قبل أن يتراجع الحكم بكواسة بالتشاور مع الحكم المساعد (في وقت تحدثت فيه مصادر، عن اعتماده على رأي الحكم الرابع، الذي شاهد الإعادة عبر الهاتف)، عن احتساب الهدف، الأمر الذي تسبب في فوضى عارمة ثانية، واحتجاج قوي آخر من لاعبي ومسؤولي شباب قسنطينة والمدرب خير الدين مضوي، الذين التفوا حول الحكم بكواسة في تكرار لما قام به لاعبو مقرة، وفي صور مؤسفة، صنعت الحدث في منصات التواصل الاجتماعي، ليلة أول أمس، وخلال كل تلك الأحداث، وزع الحكم بكواسة العديد من البطاقات الحمراء والصفراء، منها طرد المدرب خير الدين مضوي، الذي كان في قمة الغضب من الحكم الدولي، الذي اضطر بعدها لإعلان نهاية المباراة بالتعادل السلبي. من جهة أخرى، استغرب متابعو البطولة الوطنية، عدم اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد "الفار" في مباراة شباب قسنطينة ونجم مقرة، رغم أن ملعب "الشهيد حملاوي" كبير ويوفر كل شروط تطبيق هذه التقنية بفعالية كبيرة جدا، في وقت توجد اللجنة المركزية للتحكيم في قفص الاتهام مرة أخرى، بسبب خياراتها، ومتابعاتها للمهازل والفضائح التحكيمية، التي ضربت مباريات البطولة منذ بداية الموسم، وحتى في كل الأقسام وليس في الرابطة المحترفة الأولى فقط، ولم تقم اللجنة المركزية للتحكيم إلى حد الآن، باتخاذ إجراءات عقابية ردعية، بخصوص الحكام المخطئين، وهو الأمر الذي ساهم في تكرر مثل هذه الحالات الجدلية والأخطاء التحكيمية، التي يخشى أن تتفاقم في مرحلة العودة، عندما تشتد حسابات التتويج باللقب وتفادي السقوط، ما يستدعي من "الفاف"، اتخاذ قرارات حازمة في الأيام المقبلة، ولو من خلال إحداث تغييرات على رأس اللجنة المركزية للتحكيم، بقيادة الحكم الدولي السابق عبيد شارف.