أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن العلاقات العربية البينية في حاجة إلى وقفة جادة لإزالة ما يعترض العمل العربي من عقبات وذلك لإصلاح مكامن الخلل والقضاء على مظاهر الإرهاب المتفشية في المنطقة. ودعا العربي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 141 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم الاحد بالقاهرة الى ضرورة إشاعة جو من الثقة بين أعضاء الأسرة العربية الواحدة والاخذ في الاعتبار تأمين المصالح العربية العليا المشتركة والحفاظ على التضامن العربي في هذه المرحلة ازاء التحديات الراهنة التي توسعت في المنطقة والمحافظة على أمن واستقرار المنطقة على اتساعها. وقال العربي : "ان علينا جميعا مصلحة مشتركة لتحقيق ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق الجامعة وهو ان الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شئون البلاد العربية ومصالحها". وأكد العربي أهمية الاجتماع خاصة وأنه يأتي قبل أسابيع قليلة من موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في الكويت وسيتولى المجلس في بداية أعماله إقرار جدول أعمال قمة الكويت المقبلة. وقال ان أمام المجلس جدول أعمال حافل بالموضوعات السياسية والتنموية الاقتصادية والاجتماعية الهامة مشددا على أن هناك بعض القضايا الحيوية التي تشكل أولوية في مناقشات المجلس وفيما سيتم إعداده من مشاريع قرارات ترفع للقمة المقبلة في الكويت. وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال العربي انها حققت نجاحا هاما على المستوى الدولي في 29 نوفمبر 2012 وذلك بعد قبول الجمعية العامة بأغلبية كبيرة- أكثر من الثلثين - فلسطين كدولة عضو مراقب في الأممالمتحدة الأمر الذي يمهد لأن تحتل دولة فلسطين مقعدها المشروع كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة . ولفت الى أن الواقع الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية ما زال يواجه تحديات بالغة الخطورة سواء على مسار المفاوضات الجارية مع إسرائيل تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية أو على مستوى ما تشهده الأراضي الفلسطينية يوميا من انتهاكات وسياسات إسرائيلية تحاول من خلالها إسرائيل فرض المزيد من الحقائق الجغرافية والديموغرافية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأضاف ان التعنت الإسرائيلي بلغ مداه في اختلاق الحجج الواهية ووضع العراقيل لإجهاض مسار المفاوضات الجارية فإسرائيل الآن تحاول فرض شروطها التعجيزية على الجانب الفلسطيني لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خط حدود الرابع من جوان لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ثم اصبحت تطالب الجانب الفلسطيني بالاعتراف بها كدولة يهودية وهو مطلب يخرج تماما عن اطار مرجعية المفاوضات المتفق عليها ولم يحدث أن أثارته اسرائيل من قبل . ودعا العربي في هذا الصدد إلى ضرورة بحث جميع البدائل المتاحة أمام الدول العربية منها مثل الذهاب إلى مجلس الأمن والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي. وفيما يخص الأزمة السورية قال العربي أن "فشل" جولتي المفاوضات التي جرت بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف يستدعي إعادة تقييم الموقف إزاء مسار الحل السياسي التفاوضي للأزمة الذي بني على ما جاء في بيان جنيف الختامي في 30 جوان 2012. ونبه العربي الى المخاوف المتصاعدة من تحويل سوريا إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات والنزاعات وإلى دولة فاشلة في الوقت الذي يقف فيه مجلس الأمن عاجزا عن الاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذه المأساة الكارثية التي تعتبر بحق أكبر مأساة في القرن الحادي والعشرين وبالرغم من مرور ما يقرب من 3 سنوات فلم يصدر مجلس الأمن حتى الآن قرارا يأمر بوقف إطلاق النار. ودعا العربي إلى إيجاد حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد ويحفظ لسورية في نفس الوقات مقوماتها ووحدتها وسيادتها وسلامتها الإقليمية. وأشار العربي الى أهمية التقارير المطروحة أمام الاجتماع الوزاري حول مشروعات تطوير جامعة الدول العربية والتي تأتي تنفيذا لقرارات القمة والمجلس الوزاري في هذا الشأن معربا عن امله في أن يتم اعتماد هذه التوصيات من قبل المجلس ورفعها الى القمة العربية المقبلة فى الكويت لاقرارها بصيغتها النهائية ووضعها موضع التنفيذ.