أوصى المشاركون في الندوة الدولية الخاصة بدراسة و تحليل و آفاق الحركة النقابية الدولية يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة بتحديث المنظمات النقابية عبر العالم و توحيد نشاطاتها من اجل مواجهة آثار الرأسمالية و الأزمة الاقتصادية العالمية. و تؤكد التوصيات التي اقترحها ممثلون عن مائة منظمة نقابية مشاركة في الندوة التي تدرس الوضعية الإقليمية و الدولية والتي تجري بمناسبة الجلسات ال37 للمجلس العام لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية على ضرورة "مراجعة و تعزيز" طرق الكفاح و المطالب من خلال توحيد جهود المنظمات النقابية عبر العالم. في هذا الصدد أشار ممثل المنظمات النقابية بالبرتغال فيرناندو موريسيو أثناء تدخله بمناسبة هذه الندوة الدولية التي تم تنظيمها بالشراكة مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى أن تفقير الطبقة العمالية هو من نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسببت فيها رأسمالية "متوحشة" تقوم -حسب قوله- بتوزيع الثروات بطريقة غير "عادلة". كما أكد أن هذه الوضعية تفسر "ازدياد نسبة البطالة و الفوارق الاجتماعية فضلا عن تفقير العمال". و دعا السيد موريسيو النقابات إلى "توحيد جهودها" على المستوى الوطني والدولي من اجل فرض "سياسة اقتصادية بديلة من شانها الحفاظ على الحقوق الأساسية للعمال". و أضاف في هذا الصدد أن الأزمة في أوروبا قد كانت لها تبعات على البلدان الأخرى من بينها -كما قال- النزاعات التي تشهدها إفريقيا و أمريكا اللاتينية وكذلك أوروبا. أما الأمين العام للكونفيديرالية النقابية للعمال بالطوغو إيف آقي بالانغا فقد أكد هو الآخر على "تكثيف و تنسيق النشاطات النقابية" على المستوى القاري والعالمي من اجل الحصول على "نقابات قوية و مستقلة". كما دعا ممثل الطوغو المشاركين إلى التعبير "بصوت واحد" و التحلي بالوحدة و التضامن في مواجهة أرباب العمل الكبار للشركات العالمية التي تعرف "ازدهارا على حساب الطبقة الكادحة". من جانبه أوصى ممثل بريطانيا ميكايل كارتي بتبني "ديناميكية نمو للحركة النقابية الدولية" معتبرا في هذا الخصوص أن الاتحادية النقابية العالمية ستستمر في جهودها من اجل الارتقاء إلى تلك الديناميكية التي يجب ضخها للعمال والنقابات الوطنية. في ذات الإطار أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعات الغذائية كريستيان آليووم الذي ندد "بالاستغلال الرأسمالي الذي تنتهجه الشركات متعددة الجنسيات سيما في إفريقيا". و دعا السيد آليووم العمال إلى الوحدة و التضامن من خلال تكييف نضالاتهم مع الظرف الجديد لان "الفوارق الاجتماعية قد تفاقمت أكثر". من جانبها أشارت ممثلة النقابات الايطالية ديانا توبيتا إلى "ضرورة توحيد" أعمال المنظمات النقابية من اجل مواجهة "الآثار الخطيرة للرأسمالية و الشركات العالمية التي لا تهمها مصالح الطبقة العمالية". كما أعربت عن "أملها" في تعزيز العلاقات بين النقابات الايطالية والاتحاد العام للعمال الجزائريين و منظمة الوحدة النقابية الإفريقية. أما الأمين العام للاتحاد العام لعمال الصحراء الغربية محمد شيخ الحبيب فقد ندد بممارسات المحتل المغربي تجاه العمال الصحراويين الذين يتعرضون "للمساومة و سوء المعاملة". و طلب في هذا السياق من ممثلي المنظمات النقابية مواصلة تحقيقاتهم حول معاناة الشعب الصحراوي الذي تتعرض ثرواته الطبيعية للنهب و الاستغلال على يد المحتل المغربي.