أكد وزير الشؤون الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو اي مارفيل يوم السبت بالجزائر العاصمة على استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع الجزائر سيما في قطاعات الطاقة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية. و أوضح السيد مارغالو خلال المنتدى الاقتصادي الجزائري-الاسباني ان "اسبانيا تريد تعزيز شراكتها مع الجزائر حول مسائل ملموسة سيما في مجالات السياحة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية و النقل و المحروقات و الطاقات المتجددة". و أشار وزير الشؤون الخارجية الاسباني إلى إنشاء فوج عمل من اجل تعزيز التعاون الثنائي معتبرا الجزائر "الشريك الذي يحظى بالأولوية" لدى اسبانيا و الذي يحتل "مكانة هامة في أجندتها السياسية على المستوى الدولي". وأضاف قائلا "أننا نتجه نحو إنشاء فوج عمل لإرساء تعاون اقتصادي ثنائي يتكون من مجموعات فرعية حول مسائل ملموسة سيما في ميادين السياحة و الصناعات الغذائية و الموارد المائية و النقل و المحروقات و الطاقات المتجددة". كما أكد رئيس الدبلوماسية الاسبانية ان الامر يتعلق اليوم باستغلال الإمكانيات الطاقوية لشمال إفريقيا سيما المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية و المدعم بربط و نقل الغاز النيجيري نحو شمال إفريقيا. و أوضح في هذا الصدد "انه يجب اولا الانتهاء من عمليات الربط بشبه الجزيرة الايبيرية (اسبانيا و البرتغال) و بقية أوروبا مما سيسمح بجلب الغاز والطاقات المتجددة من شمال إفريقيا نحو كامل الاتحاد الأوروبي". و تابع يقول ان المشكل يكمن حاليا في تبعية أوروبا طاقويا لروسيا التي توفر 24 % من احتياجات بلدانها ال28 و جزء منها يمر على ايطاليا. لقد حان الوقت -حسب الوزير الاسباني- "للاستفادة من الجوار بين شمال إفريقيا و الاتحاد الأوروبي" معلنا عن احتضان مدينة اليكانت يوم الأربعاء لقاء يضم 7 وزراء متوسطيين و كذا اجتماع لمجموعة 5+5 بلشبونة (البرتغال). و أضاف "انها مناسبة لاستخلاص نتائج ما حصل و جعل شمال إفريقيا إحدى المصادر الطاقوية الأكثر أهمية لأوروبا" مذكرا بان 50 % من الغاز الاسباني ياتي من الجزائر. و حول امكانية استثمار المتعاملين الجزائريين في اسبانيا أكد السيد مارغالو ان "القانون الاسباني حول الاستثمارات يعد من بين القوانين الاكثر مرونة في العالم" حيث تنظم لقاءات دورية مع الشركات الاجنبية التي تنشط في اسبانيا من اجل تحديد الصعوبات و تسهيل العمل الاستثماري. كما اكد "اننا في الاستماع للشركات الجزائرية التي تريد الاستثمار في اسبانيا و الوقوف على ما يجب فعله مع الحكومة لجعل الاستثمار اكثر سهولة". السياحة احد أهم القطاعات الواعدة في مجال التعاون في هذا الصدد أكد وزير السياحة و الصناعات التقليدية محمد أمين حاج سعيد بان التعاون في القطاع السياحي الجزائري-الاسباني قد تم التطرق إليه خلال الصالون الدولي للسياحة مع كاتبة الدولة الاسبانية المكلفة بالقطاع. و اضاف انه قد تم خلال هذا اللقاء بعث و دراسة مذكرة التفاهم بين البلدين خلال الاجتماع الاول الذي جرى بالجزائر في مارس الأخير و الذي تم خلاله تحديد عدة نقاط من اجل تعزيز هذا القطاع. واعتبر السيد حاج سعيد ان الامر يتعلق "بتطوير التكوين المتمثل في إشراك أصدقائنا و أشقائنا الاسبان في التكوين السياحي ثم استثمار المتعاملين الاسبان في المشاريع الفندقية و الشراكة من اجل تسيير الهياكل الفندقية". في هذا السياق اعلن الوزير "ان لقاءا سينظم في شهر نوفمبر المقبل بين مستثمري البلدين". كما أشار إلى ضرورة التاكيد ايضا على استعمال الإمكانيات التكنولوجية الاكثر تطورا و التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال من اجل المساهمة في ترقية و انعاش وجهة الجزائر من خلال مخطط اتصال مناسب. و خلص في الأخير إلى "أن اسبانيا تعد مثالا سياحيا يستحق ان نستلهم منه و كذلك تجربة ينبغي الاستفادة منها. و نحن ننتظر مرافقة في بعث سياحة ايكولوجية تلائم خصوصيات القران ال21".