لم تخل خطابات وتصريحات مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية لرئاسيات يوم الخميس المقبل طيلة 22 يوما من الحملة الانتخابية التي قادته إلى 44 ولاية من الدعوة وبإلحاح إلى إسترجاع سيادة الشعب في ظل إرساء دولة القانون والنظام الجمهوري الديمقراطي. وفي هذا السياق ألح السيد تواتي -الذي إعتمد أسلوبا مغايرا لما أعتيد عليه في الحملات السابقة من خلال إحتكاكه بالمواطن الجزائري في يومياته دون أن يجعل من القاعات موقعا للتلاقي وإلقاء الخطب -على أن التغييرالمنشود الذي يدعو إليه حزبه وبرنامجه الإنتخابي لن يتحقق إلا إذا أخذ الشعب "الزوالي" بزمام أموره و"إنتفض" على من "سلبوه سيادته وكرامته وخيراته" منذ 52 سنة. وفي هذا الشأن إعتبر بأن هذا الأسلوب مكنه من الإحتكاك أكثرمن غيره بالشارع والتعرف بصفة مفصلة على مواقف الجزائري مما يجري في بلاده والإطلاع على همومه". وكان يبرز في كل لقاء جواري يلتقي من خلاله بالمواطنين خاصة بالمناطق البعيدة والنائية بأن سلطة الشعب التي يضمنها الدستور وقوانين الجمهورية " ليست محترمة نهائيا وبعيدة كل البعد عن التجسيد في أرض الواقع". تواتي و دولة العدل والمساواة واسترجاع سيادة الشعب ركز السيد تواتي كل كلماته وتصريحاته تقريبا إستنادا إلى برنامجه الإنتخابي على ضرورة بناء دولة العدل والمساواة بين كل المواطنين على إختلافهم وتأهيل الإنسان الجزائري إقتصاديا وإجتماعيا. وحسب رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية فإن حملته الانتخابية التي بدأها من ولاية البيض وإختتمها مساء أمس الأحد بلقاء جواري من برج البحري أرادها أن تكون فرصة للحديث عن أخطاء التسعينيات في تسيير البلاد ومحاول تفاديها في المرحلة القادمة. ومن خلال دعوته إلى جميع الفاعلين السياسيين في الجزائر من أجل العمل على إرساء مبدأ التداول على السلطة بالطرق السلمية كانت الحملة الإنتخابية بالنسبة للسيد تواتي الذي جال أرجاء البلاد برا وقطع آلاف الكيلومترات لشرح برنامجه الإنتخابي المحطة التي "تنافس فيها أصحاب المصالح في الجزائر بدعم من جهات أجنبية على حساب الجزائريين". وهذا الإطار كان رئيس الجبهة في كل مرة يدعو إلى تفعيل مؤسسات الدولة بلغة واضحة تباناها في كل الأحوال المواطنون خاصة بعدد من ولايات الوطن التي أكدت غالبية سكانها للسيد تواتي بأنها "ليست معنية" بالإنتخابات الرئاسية من منطلق أن كل من أنتخب عليهم الشعب في المرات السابقة "لم يقدموا شيئا للشعب ولم يسعوا الا وراء مصالحهم والتقرب من الخارج". ودعت الجبهة الوطنية الجزائرية من خلال مرشحها تواتي الى وضع ميثاق للعمل الوطني يكون مرجعية لرسم سياسة مؤسساتية أو تنموية تحت شعار "الجزائرلكل الجزائريين" إلى حوار وطني "دون إقصاء أحد" و إشراك الجميع في وضع ميثاق للعمل الوطني يحدد السقف المشترك ويشكل مرجعية لرسم سياسة مؤسساتية أو تنموية. ولأن الجبهة ترى أنه من الضروري "تجاوز السلبيات التي طغت على مختلف مجالات الحياة الوطنية" فقد نادى مرشحها تواتي ب"ترسيخ" مبدأ التداول على السلطة بالطرق السلمية وفي إطار إحترام الدستور وقوانين الجمهورية وهو الطريق الملائم لبناء مجتمع تعددي يوفر للمواطن ممارسة حق الإختلاف وحرية التعبير. وعلى المستوى المؤسساتي فقد أبرز رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية نية حزبه في إقامة نظام برلماني "يجسد ممارسة الشعب للسيادة عن طريق منتخبيه ويعيد الإعتبار للهيئات المنتخبة وللمراقبة الشعبية على الثروات الوطنية". اللقاءات الجوارية ... أسلوب ميز تواتي عن غيره من المترشحين إعتمد المترشح تواتي كثيرا خلال حملته الإنتخابية على النشاطات والخرجات الجوارية ببلديات وقرى الوطن قناعة منه بأن هذا الأسلوب يعتبر الأمثل للإحتكاك بالمواطنين ومعرفة حقيقية يومياتهم وإنشغالاتهم ومشاكلهم. وقد تحادث في هذا الشأن يتحادث مطولا مع الشباب بصفة خاصة وإستقصى مطالبهم وهمومهم وهي الطريقة التي إستحسنها هؤلاء الذين راحوا في كل مرة ينفسون عن إنشغالاتهم بكل صراحة ويطالبون المترشح تواتي برفع هذه الإنشغالات إلى المسؤولين المعنيين الذين ابتعدوا عن قصد او غير قصد عن لغة الحوار والتشاور. وقد كانت ولايات غرداية وبجاية وتيزي وزو "تحديا حقيقيا" عند المترشح تواتي الذي أبى زيارة هذه المناطق بالرغم من تحذيرات بعض الأطراف إلا أن المفاجأة كانت كبيرة عندما حظي هذا المترشح بترحاب أهالي هذه الولايات وبادلوه أطراف الحديث لساعات مطولة. و حملت أقوال وتصريحات تواتي في هذه اللقاءات الجوارية دعوة إلى نبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد وحماية الجزائر من الأخطار التي تحدق بها من الداخل و الخارج حيث شدد في كل مرة على أن ممارسات الحقرة والتهميش والاقصاء التي يعيشها الجزائريون "تستدعي التلاحم والتضامن فيما بيننا عن طريق نبذ خلافاتنا و مواجهة أولئك الذين إحتقرونا وصادروا سلطة الشعب وخيراته". كما كشف المترشح خلال الحملة دائما عن رغبته في ظل إحترام الدستور وقوانين الجمهورية في بناء مجتمع تعددي يحترم الحقوق في ظل الإختلاف وحرية الرأي مؤكدا أن التداول على السلطة يعتبر "الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتحديد العهدات الرئاسية". وأوضح أن التداول على السلطة "سيساهم في تكافؤ الفرص" بين جميع المترشحين لرئاسة الجمهورية من أجل بناء دولة قوامها العدل والمساواة. وبخصوص الشق الإقتصادي للبرنامج الإنتخابي للجبهة فقد برز خلال هذه الحملة من خلال دعوة السيد تواتي إلى بناء إقتصاد إجتماعي يساهم في تقليص الهوة المعيشية بين الجزائريين ويضمن للمواطن الحد الأدنى للعيش بكرامة.كما شملت التغييرات التي ضمنها ذات المترشح في برنامجه الإنتخابي ضرورة إحترام حقوق بناء أسرة والتعليم والعمل والحماية الإجتماعية والرعاية الصحية وحرية التعبير. ومثل ما تعود عليه المواطن في مثل مناسبات الحملة الإنتخابية من إنتقادات وتشكيكات إنتقد مرشح "الأفانا" طيلة هذه الحملة ما إعتبره "عدم التساوي" في حظوظ المترشحين فيما يتعلق بالتغطيات الإعلامية وكذا "تجاوز سقف الغلاف المالي المخصص لتنشيط الحملة الإنتخابية من طرف بعض المترشحين" مؤكدا بأن هذا الأمر "خرق لقانون الإنتخابات".