توصلت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إلى اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة انتقالية في غضون خمسة أسابيع وإجراء انتخابات عامة في غضون ستة أشهر في وقت تشهد مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية برعاية أمريكية أزمة حادة قبل نهاية مهلتها المقررة في 29 أبريل الجاري. وتعد هذه المرة الأولى منذ بدء الانقسام الفلسطيني في منتصف يونيو عام 2007 التي يعقد فيها وفد رسمي مكلف من القيادة الفلسطينية لقاءات في قطاع غزة بهدف تنفيذ اتفاقات المصالحة الفلسطينية التي اتفق عليها بين حركتي (حماس) و(فتح) خلال اجتماعات سابقة عقدت في دول عربية. وقد سبق أن توصلت حركتا (فتح) و(حماس) لإتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة غير أن معظم بنودهما ظلت حبرا على ورق. حركة فتح: المباحثات مع حماس "ايجابية وتبشر بالخير" وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي عضو وفد القيادة الفلسطينية للمصالحة يوم الأربعاء أن أجواء المباحثات التي بدأت الليلة الماضية وتتواصل اليوم "إيجابية للغاية وتبشر بالخير وهناك فرصة لحدوث اختراق في كل القضايا التي يتم نقاشها " مشيرا إلى إحراز تقدم ملموس في ملفي الانتخابات ومنظمة التحرير. وأضاف أن الحكومة ستعلن خلال خمسة أسابيع وفق ما تم الإتفاق عليه مع حركة (حماس) في لقاءات المصالحة الجارية في غزة. من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) ومسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد إن الأجواء التي دارت فيها أولى اللقاءات "تؤشر على استعداد لدى الجميع من أجل إنهاء مأساة الانقسام". وأشار إلى أن الاتجاه يميل إلى تفويض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتحديد موعد الانتخابات في أجل لا يتجاوز 6 أشهر بعد التشاور مع جميع القوى الفلسطينية. حركة حماس: جلسة الحوار "تمت في ظروف إيجابية" وقال الناطق باسم حركة (حماس) سامي أبو زهري إن جلسة وفدي المصالحة انتهت فجر اليوم مؤكدا أن جلسة الحوار "تمت في ظروف إيجابية" مشيرا إلى أنه تمت مناقشة ملفات الحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير. بدوره أكد المستشار الإعلامي لحكومة (حماس) طاهر النونو أن اللقاء "شهد تقدما ملموسا في عدد من الملفات" وأنه سيتم استكمال بحث الملفات المتبقية. وكان قد وصل مساء أمس الثلاثاء الى قطاع غزة وفد منظمة التحرير الفلسطينية والذى جرى تشكيله من القيادة الفلسطينية خلال اجتماعها الأخير ويضم في عضويته: مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية منيب المصرى رئيس المنتدى الوطنى عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية بسام الصالحى امين عام حزب الشعب جميل شحادة امين عام جبهة التحرير العربية. وكان عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) ورئيس حكومتها المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية قد أكدوا خلال حفل استقبال سبق بدء اللقاءات الرغبة المشتركة في البدء التطبيق العملي لتفاهمات المصالحة. ويأتي الإتفاق بين (فتح) و(حماس) في وقت تشهد مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية التي استؤنفت بين الجانبين نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية أزمة حادة قبل نهاية مهلتها المقررة في 29 أبريل الجاري. واشتدت أزمة المفاوضات مع رفض الإحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين الذي كان مقررا في 29 من الشهر الماضي مشترطة تمديدها. ورد الجانب الفلسطيني على ذلك بالتوقيع على وثائق للانضمام إلى 15معاهدة دولية في خطوة اعتبرتها إسرائيل أحادية الجانب وأعلنت فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية.