قبل 24 ساعة عن المواجهة المرتقبة غدا الثلاثاء بين المنتخبين الجزائري والبلجيكي بمدينة بيلو أورزينتي ضمن الجولة الاولى (المجموعة الثامنة) لمونديال-2014 بالبرازيل (12 يونيو-13 يوليو), يصنع الأنصار الجزائريون أجواء حماسية ملتهبة بهذه المدينة التي ستحتضن هذا الموعد. بعدما وصلوا تباعا منذ يوم الجمعة الماضي بالزي الرسمي للأنصار (أقمصة, رايات, فوفوزيلا, قبعات وغيرها), بات الجزائريون هناك يحيون أجواء خاصة وكأنهم في إحدى شوارع باب الوادي بالعاصمة أو بالحمري بوهران أو ساحة الثورة بعنابة. وفي مجملهم, سيكونون 4 آلاف مناصر بملعب مينيرو, معقل نادي كروزيرو, لمؤازرة رفاق المتألق سفيان فغولي أمام "الشياطين الحمر", ومن ضمن هذا العدد يوجد 2.000 مناصر تنقلوا مع سياحة وأسفار الجزائر, اضافة إلى 240 آخرا حلوا بنفس المدينة ولنفس الغرض, لكن مجانا بفضل تنقلهم مع المتعامل الوطني للهاتف النقال "موبيليس". وبات هؤلاء المناصرون يعيشون على وقع ضغط اللقاء قبل يوم واحد فقط عن إعطاء صافرة الانطلاقة, كما لا يريدون تفويت هذه الفرصة التاريخية من خلال صنع أجواء احتفالية تبقى راسخة في الاذهان. ويقول سيد علي (30 سنة) القادم من قسنطينة لوأج "إنها "المرة الأولى التي أحضر فيها مباراة كأس العالم. لا ينبغي أن نضاعف من الضغط, بل سأسعى رفقة أصدقائي لعيش أيام لا مثيل لها من خلال خلق جو من البهجة قبل الامور الجادة". أجواء ما قبل المباراة وعلى مستوى المدينة القديمة لبيلو أوريزينتي, فقد التقى "الجمعان" وجها لوجه بين المناصرين الجزائريين ونظرائهم البلجيكيين القادمين من المملكة. وباستثناء التجيع منقطع النظير التي لم يخرج عن الإطار, لم يتم تسجيل أي تجاوزات بين انصار المنتخبين. وراح عشاق "الخضر" يرددون العبارات المساندة لأشبال المدرب خليلوزيتش على غرار "وان تو ثري..فيفا لالجيري" و "نربحو بلجيكا نولو لاباس" (اي: نفوز على بلجيكا كي نكون في أحسن حال), فيما لم يعر البلجيكيون ذلك الاهمية الكبرى, حيث اكتفوا بالقول "سنتكلم غد (يوم الثلاثاء) بعد اللقاء", في إشارة إلى ثقتهم الكبيرة في اشبال المدرب مارك فيلموتس. وأبدى الجزائريون المتواجدون بالبرازيل لمناصرة "الخضر" تفاؤلهم الكبير فيما يتعلق بتحقيق التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية. ويرى يوسف, تاجر من مستغانم والذي يحلم بمشاهدة الفريق الوطني أمام اعينه يشارك في كاس العالم أن الخضر "قادرون على تحقيق التأهل إلى الدور ثمن النهائي". و بالرغم من التفاؤل المفرط, يبقى المنتخب الوطني مطالبا بتسجيل الأهداف في نهائيات كاس العالم والفوز بمباراة واحدة على الاقل مثلما كان عليه الحال في مونديالي 1986 أمام ايرلندا الشمالية (1-1) وفي 1982 أمام الشيلي (3-2).