تتميز نهاية الأسبوع الأخير من شهر رمضان بولاية الطارف بتزايد التحضيرات لإحياء ليلة القدر المصادفة لليلة اليوم السابع و العشرين من الشهر المبارك و ذلك في خضم الاحترام التام للتقاليد . و يثير الاحتفال بهذه المناسبة التي تضفي نكهة خاصة على الأيام الأخيرة من شهر التقوى و الورع في كل سنة حماسا و إقبالا كبيرين بهذه المنطقة الواقعة بأقصى شرق البلاد. فبمدينة القالة الساحلية مثلما في كامل ولايات شرق البلاد تتفق ربات البيوت على إعداد وجبة طعام تكون في مستوى ليلة القدر. و تكون مائدة الإفطار المخصصة لمساء اليوم السادس و العشرين من شهر رمضان خاصة حيث تزين عادة بطبق دسم يتكون من العجائن المحضرة بالمنزل مثل الكسكسي و "الشخشوخة" و "التريدة" و "المقرطفة" أو "المريشة". و يعد هذا الطبق الأخير(المريشة) واحدا من العجائن التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة بهذه المنطقة الساحلية حيث تعتبر "المريشة" التي يطلق عليها أيضا "الفطير" طبقا تحضره نساء منطقة القالة أياما قليلة قبل حلول ليلة القدر حتى تكسب مذاقا ألذ حسبما أوضحته عائشة و هي سيدة بيت تقطن بوسط هذه المدينة الساحلية. و يتم تحضير العجينة أساسا من دقيق القمح الصلب أو ما يعرف محليا ب"السميد" و الملح و الماء و يتم تحضيرها بمرونة قبل تركها ترتاح من الأفضل ليلة كاملة قبل صنع أوراق رقيقة نقوم بطليها بالزيت و طهيها على "طاجين" تقليدي نطلق عليه "المراع" حسب ما ذكرته عائشة التي أوضحت بأن عملية الطهي "تتم عموما في الصباح الباكر في أجواء من المرح". و تضيف ذات السيدة "لا يفوت أفراد عائلتي صغارا كانوا أو كبارا متعة تذوق هذا الطبق الذي نقوم بتحضيره بلحم الدواجن و من الأحسن أن يكون ديكا و ذلك في ظل احترام العادة المتوارثة من الأمهات إلى بناتهن منذ عدة أجيال و أيضا من أجل الاستمتاع بتمضية لحظات مميزة في كنف العائلة". لكن يظل إحياء ليلة القدر و هي ليلة خير من ألف شهر احتفالا دينيا يذكر بنزول الوحي على النبي محمد صلى الله عليه و سلم من طرف الملك جبريل. و لهذا تصبح المساجد في هذه الأيام بولاية الطارف مثل كامل مناطق الوطن و العالم الإسلامي مشعة و أكثر جمالا من الأيام السابقة بسبب توافد عدد هائل من المصلين الذين يأتون للتضرع للخالق.