كشف مرصد حقوقي أوروبي يوم الأحد النقاب عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم في عدوانه المتواصل على قطاع غزة سلاحا خطيرا يتسبب في تهتك أجساد المصابين. وقال مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده في بيان وزع يوم الأحد أن طواقم البحث التابعة للمرصد نقلت عن مجموعة من الأطباء في غزة قولهم "إنهم لاحظوا جروحا خطيرة بشكل غير طبيعي وتعاملوا مع العديد من الجرحى الذين وصلوا بسيقان مقطوعة وبدت عليها علامات الحرارة الشديدة عند نقطة البتر ولكن دون وجود آثار شظايا". كما لاحظ الأطباء آثار حروق عميقة وصلت في بعض الحالات إلى العظم فضلا عن تهتك الأنسجة مما يتسبب في حدوث نزف دموي كبير في العضو المصاب. وأضاف رامي عبده "يعتقد أن السلاح الذي يؤدي إلى مثل هذه الجروح هو السلاح المعروف باسم (الدايم المتفجرات المعدنية الثقيلة الخاملة)".. موضحا أنها قنابل ما زالت تحت التجربة وتتكون من غلاف من ألياف الكربون محشو بخليط من المواد المتفجرة (اتش أم ايكس أو ار دى أيكس )او (ار دى أيكس) ومسحوق مكثف من خليط من معدن (التنغستون) الثقيل (اتش ام تي اي) والمكون من التنغستون (وهو يسبب السرطان) والنيكل والكوبالت والكربون والحديد وبانفجار هذا الخليط السام تحدث موجة قاتلة في منطقة القصف مباشرة". ووفق أبحاث المرصد فإن هذا السلاح لم يتم توصيفه بكونه محرما على النطاق الدولي حتى الآن حيث إن قوانين الحرب لم تحدث لتتعامل مع هذه الأنواع من الأسلحة الحديثة. غير أن عبده شدد على أن هذا السلاح بحسب ما يقول أطباء مختصون ومهندسون كيميائيون يتوفر على أجسام معدنية دقيقة جدا (أقرب ما تكون إلى البودرة وبقطرمليمتر واحد) ومع قوة الانفجار تدخل هذه الأجسام من خلال أنسجة الجلد دون أن تترك آثارا أوجروحا وتنفجر داخل أنسجة الجسم وتحدث نزيفا داخليا كبيرا يؤدي إلى الوفاة. ويؤكد الأطباء أن هذه الجسيمات لا يمكن اكتشافها بأشعة إكس وهو ما يجعلها محرمة / بحسب المرصد الأورومتوسطي/ بموجب البروتوكول الأول لاتفاقية الأسلحة التقليدية والمعروف باسم البروتوكول المتعلق بالشظايا التي لا يمكن الكشف عنها لعام 1980 والذي كانت إسرائيل قد وقعت عليه وبالتالي فهو ملزم لها. وأكد أن آثار هذا السلاح وخصوصا عند استخدامه في مناطق تعج بالمدنيين تجعل هذا الاستخدام متناقضا مع البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والذي حظر استخدام الأسلحة والقذائف والمواد ووسائل القتال التي من شأنها إحداث إصابات أو آلام لا مبرر لها. ودعا مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان المجتمع الدولي ولا سيما الأطراف الفاعلة في المنطقة إلى "اتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لوضع حد للدمار الإسرائيلي المستمر في غزة مطالبا إسرائيل بتجنيب المدنيين ويلات الحرب". وأظهرت صور شهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 يوليو المنصرم تهتكات شديدة بأجسادهم.