أعرب رئيس الوفد الموريتاني المشارك ضمن الفريق الدولي للوساطة في الحوار الشامل بين الفرقاء الماليين المنعقد حاليا بالجزائر السيد سيدي محمد بن حنن عن قناعته بنجاح هذه المفاوضات في الخروج "بنتائج ملموسة" حول الأزمة في مالي منوها "بالدور الفعال" الذي تقوم به الجزائر في هذا الصدد. وقال مدير الشؤون الإفريقية على مستوى وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية السيد سيدي محمد بن حنن ل(واج) على هامش الجولة الثانية من جلسات الحوار الشامل بين الفرقاء الماليين التي انطلقت امس الاثنين "أنا مقتنع أن هذه المفاوضات ستنجح في الخروج بنتائج ملموسة بشان الأزمة في مالي نظرا للدور الفعال الذي تقوم به الجزائر والذي يحظى بإشادة ودعم المجموعة الدولية". وأضاف الدبلوماسي الموريتاني الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية للإتحاد الإفريقي "ما يزيدني قناعة بشأن نجاح هذه المفاوضات هو ثقة جميع الأطراف في الجزائر كوسيط لحل هذه الأزمة" معبرا عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها الجزائر بمرافقة المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى حلول مستدامة للمسائل محل المفاوضات. وأوضح في ذات السياق أن "موريتانيا تأثرت كثيرا من هشاشة الأوضاع الأمنية في شمال مالي منذ بدء الأزمة حيث أنها تعرضت إلى العديد من العمليات الإرهابية فضلا عن أعداد النازحين اللذين هربوا من اعمال العنف في بلادهم". وانطلقت أمس الاثنين بالجزائر العاصمة الجولة الثانية من الحوار بين أطراف الازمة في مالي وذلك في اطار المبادرة الجزائرية لدعم الحوار المالي-المالي الشامل من أجل التوصل إلى حل شامل لأزمة شمال هذا البلد. و تأتي هذه المفاوضات "الجوهرية" بين أطراف النزاع استكمالا للمرحلة الأولى من الحوار وبدعوة من الجزائر التي احتضنت فعالياته في الفترة من 17 إلى 24 يوليو المنصرم وتوج بتوقيع حكومة مالي وستة حركات سياسية عسكرية من شمال مالي على وثيقتين تتضمنان "خارطة الطريق للمفاوضات في إطار مسار الجزائر" و "إعلان وقف الاقتتال". وبشأن تحرير الرهينتين الجزائريتين اللتين كانتا محتجزتين في مالي أعرب الدبلوماسي الموريتاني عن "سعادة" بلاده بهذه النتيجة "خاصة في ظل التزام الجزائر برفض دفع الفدية للإرهابيين". وأكد السيد محمد بن حنن دعم موريتانيا للموقف الجزائري المرافع من أجل تجريم دفع الفدية لإرهابيين مؤكدا أن "هذا الموقف سليم جدا خاصة و أن الفدية تعد من أهم مصادر التمويل بالنسبة للجماعات الإرهابية و التي تشجعها على القيام بعمليات أكبر في المنطقة". وتشارك موريتانيا إلى جانب دول الجوار ممثلة في كل من النيجر و نيجيريا و التشاد و بركينافاسو ضمن فريق الوساطة الدولية في جلسات الحوار بين الماليين التي ترعاها الجزائر كما يضم الفريق عدة منظمات دولية و إقليمية وهي منظمة الأممالمتحدة و الإتحاد الإفريقي و الإتحاد الأوروبي و منظمة دول غرب إفريقيا (الإكواس) و منظمة التعاون الإسلامي.