أثارت عملية القتل العمدي الذي نفذته قوات الإحتلال في حق الوزير الفلسطيني زياد أبو عين إدانة دولية واسعة وردود فعل فلسطينية منددة بهذا "الإعتداء الوحشي" والتصرف الذي ينم عن عدوانية هذا الإحتلال و تجاهله لأبسط حقوق الفلسطينين. ففي أول رد فعل رسمي للقيادة الفلسطينية أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الاربعاء أن "كل الخيارات مفتوحة" للرد على هذا "الاعتداء الوحشي" الذي أدى إلى استشهاد الوزير زياد أبو عين بعد تعرضه للاعتداء من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة خلال مشاركته في تظاهرة سلمية شمال مدينة رام اللهبالضفة الغربيةالمحتلة احتجاجا على سياسة الاستيطان الإسرائيلية. وعرض عباس صورة أمام عدسات المصورين لجندي إسرائيلي وهو يمسك برقبة أبوعين قائلا "هذه الصورة تكفي" مؤكدا أن هناك تصميما على الاستمرار في المقاومة الشعبية وعلى محاربة إسرائيل "وعلى استمرار كفاحنا حتى ينتهي الاحتلال الاسرائيلي في اقرب وقت ممكن". وعلى إثر ذلك قررت القيادة الفلسطينية الطلب من الامين العام للامم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق في مقتل أبو عين محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اغتياله كما قررت تكثيف (المقاومة الشعبية) السلمية في مواجهة الاستيطان والممارسات الإجرامية الإسرائيلية كافة والتي تشمل مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتهجيرالسكان وفرض الأمر الواقع على الأرض خاصة فيما يتعلق بمدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى المبارك. وبدوره، وصف المجلس الوطني الفلسطيني على لسان رئيسه سليم الزعنون ما تعرض له الشهيد زياد أبو عين "بالعمل الإرهابي الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل عنصرية". -- إدانة دولية واسعة و مطالب بإجراء تحقيق فوري و شفاف -- وفي رد الفعل الدولي طالب مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري إسرائيل بفتح تحقيق فوري وكامل وشفاف في ظروف إغتيال الوزير الفلسطيني مناشدا بإلتزام الهدوء معربا عن تعازيه لعائلة الوزير أبو عين والشعب الفلسطيني وقيادته. وبدوره طالب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وممثل الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط توني بلير سلطات الاحتلال باجراء تحقيق "جدي و فوري" حول مقتل الوزير ابو عين وأن تقوم بمشاركة النتائج مع السلطة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن. نفس المطلب بإجراء تحقيق "عاجل وشفاف" تردد على لسان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي أعرب عن "صدمته لسماع هذا النبأ" مؤكد أنه "يحق لكل فلسطيني (...) العيش بسلام وأمن(...)وإنني أحث قيادات الجانبين على مضاعفة الجهود لخفض التوترات والدعوة للهدوء". وبدورها، دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني بتحقيق فوري ومستقل حول ملابسات الحادث في حين أدانت فرنسا أعمال العنف التي أدت إلى مقتل الوزير أبو عين وحثت كل الأطراف إلى التهدئة والتحلي بروح المسؤولية في الوقت الراهن إزاء التوترات الحادة في الضفة الغربيةوالقدس. أما المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكيمساء فقد أعربت عن "قلق" بلادها لهذا التطور مطالبة إسرائيل بإجراء "تحقيق سريع ونزيه وشفاف" داعية الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى خفض التوتر وتجنب تصعيد العنف. -- قوات الإحتلال تواصل سياستها القمعية -- إلى ذلك تجددت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين و قوات الاحتلال اليوم الخميس في العديد من بلدات وأحياء مدينة القدسالمحتلة احتجاجا واستنكارا لجريمة اغتيال الوزير زياد أبو عين وذلك وسط حالة من التأهب قصوى لقوات الاحتلال. وتجددت المواجهات في محيط الحاجز العسكري وسط القدس أغلقت خلالها قوات الاحتلال الحاجز العسكري أمام حركة المواطنين وقامت بإطلاق عشرات القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع كما استخدمت خراطيم المياه لتفريق الشباب وطلبة المدارس المحتجين. كما شهدت أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى مواجهات عنيفة قبل وبعد حملة الاقتحامات التي شنتها قوات الإحتلال على منازل المواطنين واعتقلت خلالها خمسة شباب واقتادتهم إلى مراكز الاعتقال والتحقيق في المدينة. وكانت العديد من أحياء وبلدات القدسالمحتلة انتفضت مساء أمس في مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال عقب نبأ استشهاد أبو عين. وفي جنين بالضفة الغربية أصيب العديد من المواطنين في حالات اختناق في قرية فحمة اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال لعدة قرى وبلدات جنوب جنين حيث اقتحمت قوات الاحتلال قرية فحمة وسط إطلاق مكثف من القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال أصيب خلالها العديد من المواطنين بحالات الاختناق. كما اقتحمت قوات الاحتلال قرى وبلدات واستفزت بشكل واضح المواطنين الفلسطينيين.