دعا متعاملون اقتصاديون ببشار إلى صياغة برنامج خاص "استثمار وتكوين" بقطاع السياحة في الجنوب بما يسمح بوضع هذا القطاع في حالة تناغم مع متطلبات السياح وتطويره بشكل عام. هذا البرنامج الذي ينبغي أن يمتد لفترة خمس سنوات يتوجب أن يتجه نحو تشجيع وتكثيف الاستثمارات سواء منها العمومية أو التابعة للخواص لإنجاز منشآت فندقية كبرى ووحدات أخرى للإيواء، كما يرى رئيس غرفة التجارة والصناعة "الساورة" السابق عثمان حمادي. وتمنى ذات المتحدث في تصريح لوأج أن يتم إعداد هذا البرنامج بالشراكة مع السلطات العمومية المحلية منها والوطنية ومختلف المتعاملين الاقتصاديين بالجنوب والمناطق الأخرى للوصول إلى "ورقة طريق تكرس فقط لإنجاز هياكل فندقية جديدة في مناطق الجنوب والتكفل وبالتوازي، مع ذلك بجانب التكوين في مختلف المجالات ذات الصلة بالخدمات الفندقية والسياحة". ويتطلب الأمر أيضا تعزيز خطوط النقل الجوي من الشمال نحو الجنوب ومن الخارج في اتجاه الجنوب أيضا خلال الموسم السياحي بالصحراء وكذا تشجيع وتحفيز مختلف وكالات السفر والسياحة على ترقية وجهة الصحراء، حسب إقتراحات أخرى قدمها متعاملون إقتصاديون ناشطون في قطاعات النقل ومواد البناء. ويتعين برمجة على مستوى مطارات الجنوب على غرار تلك المتواجدة ببشار و أدرار و تيميمون وبني عباس على مدى السنوات الخمس القادمة رحلات مع الخارج بما يسمح بجلب مجموعات السياح نحو هذه المناطق انطلاقا من أوروبا بصفة خاصة يضيف ذات المتحدث. ويتوجب أن تدرج ضمن أجندة هذا البرنامج الخاص للاستثمار والتكوين بقطاع السياحة عدة أنشطة. ويتعلق الأمر بإنعاش المسارات السياحية في مختلف مناطق الجنوب وعلى وجه التحديد بمنطقة الساورة وتنظيم مواعيد وطنية ودولية تكرس للسياحة والفن والثقافة بشكل عام وللرياضة في الصحراء على سبيل المثال التزحلق فوق الرمال كما أشار من جهته مالك ومدير المركب السياحي "الجزيرة" ببشار. ويشكل تنشيط مختلف المسارات السياحية والأنواع الأخرى من الإقامة في الهواء الطلق من الإمتيازات الهامة التي من شأنها أن تساهم في إنعاش حقيقي للأنشطة السياحية بالصحراء حيث يرجى دعم الدولة لترقية هذه المسارات السياحية التي ستسمح للسياح الوطنيين والأجانب بالتعرف على شتى أوجه روعة المواقع السياحية بالجنوب يقول نفس المتحدث. وتبرز الإستثمارت التي تقوم بها حاليا الدولة في مجال تجديد وتأهيل الفنادق بمنطقة الجنوب الغربي سيما بأدرار وبشار إرادة السلطات العمومية بشأن تغطية العجز بخصوص الإيواء والإطعام الفندقي وفق معايير دولية حيث سيشكل تأهيل الفنادق بداية لإطلاق هذا البرنامج الخاص حسبما أوضح السيد بلقرع خلال الزيارة التي قامت بها مؤخرا إلى مركبه السياحي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية نورية يمينة زرهوني في إطار زيارة عمل أدتها إلى ولاية بشار. ويجري بولاية بشار حاليا تجسيد ثمانية (8) مشاريع لفنادق ومركبات في إطار الإستثمار الخاص بمبلغ إجمالي تتجاوز قيمته واحد (1) مليار دج مما يؤشر بتوفر إرادة لدى المتعاملين الإقتصاديين للإستثمار في واحد من القطاعات ذات الآفاق الواعدة بالمنطقة كما لاحظ هؤلاء المتعاملين الإقتصاديين. كما سجل "إقبال" و إلى حد ما أيضا فيما يتعلق بإنشاء وكالات جديدة للسياحة والأسفار بهذه الولاية التي اقترحت بها أربع (4) هياكل جديدة من هذا النوع في انتظار اعتمادها من قبل الجهات الوصية وتضاف إلى خمس (5) هياكل مماثلة في طور النشاط في الوقت الراهن بالمنطقة كما ذكر مسؤولو قطاع السياحة والصناعة التقليدية. ويجري في ذات الإطار إنجاز ببلدية بني عباس (246 كلم جنوب بشار) معهد وطني عالي للتكوين المهني موجه لتكوين تقنيين سامين في مهن السياحة والصناعة التقليدية بالإضافة إلى فتح منذ أكثر من سنة تخصص في تكوين مرشدين سياحيين محليين ووطنيين على مستوى المعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني ببشار في أفق تدعيم تأطير الأنشطة السياحية حسبما استفيد من مديرية التكوين والتعليم المهنيين. وأحصي سنة 2014 إقامة بمختلف المناطق السياحية بولاية بشار ما مجموعه 43.724 سائحا من بينهم 1.385 سائحا أجنبيا. وينتظر أن يرتفع هذا العدد زيادة "محسوسة" خلال السنتين القادمتين بعد فتح الوحدات السياحية الجديدة سيما بمنطقتي تاغيت وبني عباس وهما الوجهتان المفضلتان لدى السياح.