سمحت المحادثات على انفراد التي جمعت يوم الثلاثاء بين وزراء جزائريين و نظرائهم الجنوب إفريقيين بتحديد "آفاق واعدة" للتعاون بين الجزائر و جنوب إفريقيا في مختلف المجالات. و شارك في هذه المحادثات التي تأتي على هامش أشغال الدورة السادسة للجنة العليا للتعاون الثنائي عن الجانب الجزائري وزير السكن و العمران و المدينة عبد المجيد تبون و وزيرة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال زهرة دردوري و وزير الفلاحة و التنمية الريفية عبد الوهاب نوري و وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب. أما عن الجانب الجنوب إفريقي شارك في المحادثات وزير السكن ل.سيسولو و وزير الإتصالات السلكية و اللاسلكية و البريد س. سويلي و وزير الفلاحة و الغابة و الصيد البحري س. زوكاوانا و كاتب الدولة للدفاع س. غولوب. و أعرب السيد بوشوارب عقب لقائه مع نظيره الجنوب إفريقي عن ارتياحه لإنشاء لجنة جزائرية جنوب إفريقية لتشجيع الإستثمارات في كلا البلدين. و أعلن عن تنظيم قريبا ورشة عمل حول ترقية الإستثمار بين الجزائر و جنوب إفريقيا و إنجاز مصنع للإسمنت في الجزائر في إطار الشراكة مع جنوب إفريقيا. و فيما يخص قطاع المناجم أكد الوزير أنه سيتم مستقبلا تعزيز التعاون الجزائريالجنوب إفريقي في هذا المجال موضحا أنه "تم تحديد المواقع المنجمية و المصالح المشتركة و إعداد الخرائط". و من جهته أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية عبد عبد الوهاب نوري أن محادثاته مع نظيره الجنوب إفريقي سمحت بالإتفاق على تفعيل ثلاثة و أربعة اتفاقات موقعة بين البلدين في بداية سنة 2000 في إطار التعاون في مجال الأمن الغذائي. و اتفق الطرفان على تعزيز التعاون من خلال تبادل الخبرات و الزيارات في مجالات على غرار البيوتكنولوجيا و الصناعة الغذائية و الصيد البحري و تربية الأبقار. و وصف وزير السكن و العمران و المدينة عبد المجيد تبون المحادثات التي جمعته بنظيره الجنوب الإفريقي ل. سيسولو ب "الممتازة" مضيفا أنها تمحورت حول خبرة الجزائر في مجال القضاء على الأحياء القصديرية. و أضاف السيد تبون إلى أن البلدين سيسعيان إلى توطيد تعاونهما في مجال البناء من خلال إعداد إطار قانوني في مرحلة أولى مسجلا غياب اتفاق بين الجزائر و جنوب إفريقيا في هذا المجال. و اغتنم وزير السكن هذه المناسبة لدعوة المؤسسات الجنوب إفريقية الناشطة في مجال البناء إلى المساهمة في الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل القضاء على أزمة السكن. و فيما يخص اللقاء الذي جمع بين وزيرة البريد و تكنولوجيات الإعلام والإتصال زهرة دردوري و نظيرها الجنوب إفريقي السيد س.سويلي فقد سمح لجنوب إفريقيا بالتعبير عن رغبتها في الإستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال نشر شبكة البريد. و اعتبرت السيدة دردوري أن البلدين يدعمان شراكة في مجال تطوير محتويات الإنترنت من خلال تشجيع إنشاء شركات ناشئة من شأنها أن تشكل روافع في مجال الرقمنة في الجزائر و جنوب إفريقا. و يعد تعزيز التعاون في مجال أمن شبكة الإنترنت و إطلاق خدمة "الرومينغ" للهاتف النقال و إنشاء "نقاط تبادل" تسمح بتخفيض تكاليف الإنترنت من بين المواضيع الهامة التي تم التطرق إليها بين الطرفين. و أوضحت أن تكاليف الإنترنت في القارة هي الأغلي في العالم مشيرة إلى أنه يمكن لدول إفريقية أخرى الإلتحاق بنقاط التبادل الجزائريةالجنوب إفريقية. و أضافت أن الجزائر و جنوب إفريقيا تسعيان إلى تعزيز تعاونهما في مجال الفضاء . و فيما يتعلق بالتعاون بين الجزائر و جنوب إفريقيا في المجال السياسي و الدفاع أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن البلدين اللذين يجمعهما تاريخ و قيم مشتركة يسعيان إلى تعزيزه أكثر فأكثر.