شهدت العديد من المدن الأوروبية والصحراء الغربية المحتلة مؤخرا مظاهرات سلمية منددة بالقمع المغربي و الداعية إلى حماية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، كما تناقلته عدة وسائل إعلامية. و يتزامن هذا التجند الداعم للشعب الصحراوي مع تواصل دعوات المجتمع الدولي لتمكينه من حقه في تقرير مصيره، و ذلك مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن حول المسألة الصحراوية و دراسة تقرير الأمين العام الأممي والمصادقة على لائحة حول هذا النزاع. وجاءت هذه المظاهرات بعد التقرير الذي نشرته الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان مؤخرا والتي أكدت أن "الصحراء الغربية المحتلة تشهد تقييدا متواصلا لحرية التجمع و التظاهر حيث يتم منع التظاهرات السياسية و التضامنية و قمعها بالعنف من قبل الشرطة التي تتصرف في ظل لاعقاب تام" متأسفة أيضا على "ممارسة التعذيب" ضد الصحراويين. - مظاهرات عبر مدن أوروبية و تنديد بالقمع المغربي - عاشت العديد من المدن في اسبانيا والنرويج وكذا فرنسا على وقع مظاهرات منددة بتواصل القمع المغربي للمتظاهرين السلميين ومطالبة بتوفير حماية دولية لهم من بطش قوات القمع المغربية مع الدعوة الى توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها. وفي إسبانيا نظمت جمعية المهاجرين الصحراويين بعاصمة جزر الكناري بالتعاون مع التنسيقية الإسبانية لدعم الشعب الصحراوي وقفة تنديدية أمام مندوبية الحكومة الإسبانية بالمدينة للتنديد ب"إنتهاكات حقوق الإنسان بالمناطق الصحراوية المحتلة" وطالب المتظاهرون ب"فتح المناطق المحتلة أمام المراقبين المستقلين وإزالة جدار العار المغربي". كما شهدت عاصمة مقاطعة فالينسيا الإسبانية مظاهرة مماثلة للتنديد بوضعية حقوق الصحراويين بالمناطق المحتلة وخاصة بعد الهجمة الأخيرة ضد المدنيين الصحراويين. وألح المحتجون على ضرورة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها. وهي نفس المطالب التي حملها المتظاهرون في وقفة تنديدية بعاصمة إقليم كطالونيا الإسباني أين طالبوا بتوفير حماية دولية للمواطنين الصحراويين أمام بطش قوات القمع المغربية. نفس المظاهرات وبنفس المضمون شهدتها كل من إشبيلية لابريخا بالأندلس وأوبييدو بآستورياس. ودائما بالقارة الأوروبية، حيث أدانت جمعية الصحراويين المقيمين بالنرويج "التدخلات العنيفة وغير الإنسانية" التي قامت بها قوات القمع المغربية ضد المواطنين الصحراويين العزل بالمناطق المحتلة والذين تظاهروا وبشكل سلمي وحضاري بالمدن المحتلة تزامنا مع زيارة بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان. كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس نهاية الأسبوع الماضي تنظيم وقفة تنديدية بما يتعرض له المواطنون الصحراويون من إنتهاكات لحقوق الإنسان بعد خروجهم في مظاهرات سلمية . -استمرار القمع و الاعتداءات المغربية ضد السكان و المتظاهرين السلميين- أما بالأراضي الصحراوية المحتلة فقد واصلت عناصر الشرطة المغربية والقوات المساعدة قمع متظاهرين صحراويين ومنعهم من الاستمرار في وقفتهم الاحتجاجية السلمية المطالبة بتقرير مصير الشعب الصحراوي بما يسمى حي السكنى والتعمير بمدينة السمارة المحتلة مما تسبب في إصابة مجموعة من المحتجين سلميا ومداهمة بعض المنازل القريبة من مكان الوقفة بالحي المذكور من طرف عناصر الشرطة المغربية. وفي إطار حملة الإعتقالات أحال قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة أغادير المغربية يوم الجمعة الماضي الشاب الصحراوي حمدي أبريب على سجن آيت ملول على خلفية قضية مخيم "تيزيمي" الذي كان قد تعرض على إثره مجموعة من الشبان الصحراويين للتعذيب والاعتقال التعسفي والمحاكمة. وكانت عناصر من الدرك المغربي قد اعتقلت الأربعاء الماضي الشاب الصحراوي حمدي أبريب بمدينة آسا جنوب المغرب، قبل أن يتم تقديمه أمام النيابة العامة و مايسمى قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة أغادير والذي أحاله بعد استنطاقه تمهيديا على سجن آيت ملول في انتظار أن يمثل أمامه مجددا بتاريخ 28 أبريل الجاري. -الرئيس الصحراوي : أمن و سلامة الصحراويين مسؤولية الأممالمتحدة - وكان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، قد جدد التأكيد على أن حماية أمن وسلامة المواطنين الصحراويين العزل في الأراضي الصحراوية المحتلة تقع على عاتق الأممالمتحدة، وأكد أن الوجود المغربي في الصحراء الغربية هو وجود "احتلال عسكري لا شرعي" يتفنن في الممارسات الاستعمارية. وأكد الرئيس الصحراوي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون أن القمع المغربي الوحشي الذي شهدته مدينة السمارة بعد مدينة العيون والذي تشهده باستمرار مدن أخرى محتلة مثل الداخلة وبوجدور، في ظل وجود وفد عن مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، يمثل "استهتارا" يمس بمصداقية المنظمة الدولية وهيبتها لأنه يجري في منطقة تابعة للأمم المتحدة الممثلة في عين المكان ببعثتها للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في انتظار تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا. من جهتها، كانت مؤسسة روبير أف كيندي و هي منظمة غير حكومية أمريكية للدفاع عن حقوق الإنسان نددت هي الأخرى بالإعتداء الذي تعرضت له المناضلة من أجل حقوق الإنسان أميناتو حيدر و كذا صحراويين كانوا يتظاهرون سلميا بمدينة العيون (أراضي صحراوية محتلة).