أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء أنها تتوقع أن تكون سنة 2016 أشد حرارة مقارنة بالمستوى القياسي المسجل هذه السنة وذلك بسبب الارتفاع غير المسبوق لمستويات الانبعاثات الغازية على مدى الثلاثين سنة الماضية. وأثارت المنظمة في بيان لها الانتباه إلى أن ظاهرة "النينو" اتجهت بمؤشر متوسط الحرارة السطحية في العالم خلال 2015 إلى الارتفاع بواقع درجة مئوية واحدة وذلك بمعدل أعلى من حقبة ما قبل الثورة الصناعية مرجعة ذلك إلى "توليفة من ظاهرة النينو الشديدة و الاحترار العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية". وبحسب تقديرات مبدئية ترتكز إلى بيانات تم تسجيلها من يناير إلى أكتوبر 2015 , وصل متوسط الحرارة السطحية عالميا خلال الفترة (1961-1990) إلى 0,73 درجة مئوية فوق المتوسط (البالغ 14 درجة مئوية) وذلك بواقع درجة مئوية واحدة تقريبا أعلى مما كان عليه الأمر ما قبل الحقبة الصناعية (1880-1899). وبحسب ذات البيانات تم تصنيف الأعوام الخمسة ما بين (2011 و2015 ) ضمن خانة "الأشد حرارة" حيث زادت الحرارة بواقع 0,57 درجة مئوية فوق الفترة المعيارية ما بين عامي 1961 و1990 وبموازاة ذلك عرفت درجات الحرارة العالمية لسطح مياه المحيطات "زيادة لم يسبقها مثيل" حيث تجاوزت الحرارة أرقاما قياسية سابقة بهامش كبير لاسيما في مناطق بالولايات المتحدة وروسيا وقارات استراليا وأوروبا وأمريكا الجنوبية. وفي هذا الصدد حذر مايكل جارو الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في ذات البيان من أن استمرار النهج الحالي في تغير المناخ قد يؤدي إلى ارتفاع الحرارة عالميا بواقع ست درجات مئوية. وكان هذا الخبير قد حذر سابقا من أن موجات الحرارة ستعرض مناطق كثيرة للفيضانات وستصاحبها على نحو متكرر ومكثف العواصف الشديدة التي قد تصل إلى مستوى أعاصير من الفئتين الرابعة والخامسة فضلا عن ارتفاع منسوب سطح البحر وتكون ظاهرة "التسونامي". وللتذكير فإن ظاهرة "النينو" المناخية التي عادة ما تصل إلى ذروتها بين شهري أكتوبر ويناير لترسي أقصاها إلى نهاية الربع الأول من العام تتسم بدفء سطح المياه في المحيط الهادي وبموجات جفاف وحر لافح في آسيا وشرق إفريقيا وهطول أمطار غزيرة وفيضانات في أمريكا الجنوبية.