يساهم المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية في طبعته الثامنة الذي تحتضنه هذه الأيام تمنراست في ترقية التراث اللامادي الأمازيغي وتعد تظاهرة ثقافية تصب في الجهود الرامية إلى المحافظة على هذا الرصيد الثقافي الوطني، كما صرح لوأج اليوم الأربعاء محافظ المهرجان. وأوضح كريم أعريب بأن الإقبال "الواسع" على سهرات هذه التظاهرة الثقافية من قبل الجمهور منذ انطلاقها مطلع الأسبوع الجاري ورغم برودة الجو والحركية الكبيرة التي أضفتها على عاصمة الأهقار وضواحيها يؤكد بأن هدف المهرجان "قد تحقق باعتبار أنه يسعى من ضمن جملة أهدافه إلى ترقية الأغنية الأمازيغية بمختلف طبوعها والمحافظة عليها في أوساط المجتمع". وضمن نفس التوجه يسمح المهرجان وفي كل دورة من اكتشاف مواهب فنية جديدة مما يؤكد كذلك - كما أضاف ذات المتحدث -مدى اهتمام "الأجيال الناشئة بفنونها الأصيلة وتشبثها بتراثها ". ومن جهته، أكد أستاذ اللغة الأمازيغية صديقي عبد الله بأن المهرجان أصبح يكتسي أهمية كبيرة في مسار المحافظة وترقية الفن الأمازيغي الأصيل وهو يساهم في إثراء الأغنية الأمازيغية الهادفة ويمكن -حسبه- أن يتحول مستقبلا إلى تظاهرة فنية دولية. وتتواصل فعاليات هذا الحدث الثقافي والفني المتزامن مع العطلة المدرسية الشتوية في أجواء متنوعة تعيش على وقعها عاصمة الأهقار التي تحتضن جمهورا من مختلف الفئات من رواد وعشاق الموسيقى والأغنية الأمازيغية من داخل وخارج الولاية. وتسمح هذه الفعاليات التي تشهد مشاركة فرق من مختلف طبوع الأغنية الأمازيغية من قبائلي وميزابي وتارقي وشنوي وشاوي باكتشاف طاقات ومواهب فنية ناشئة من خلال المنافسات الجارية بين الفرق المشاركة التي كانت قد تأهلت في المنافسات المحلية تحت إشراف لجنة تحكيم تتشكل من أساتذة موسيقى. ومن جهتها، إستحسنت شرائح واسعة من الجمهور باقة الوصلات الغنائية المقدمة من قبل الفرق المشاركة حيث تألقت سهرة أمس الثلاثاء كوكبة من الفنانين و الفرق التي تجاوب معها الحضور بقوة على غرار فرقة الجرف (تبسة) و فرقة "زنداح" في الطابع الزناتي و فرقة "تاكلات" في موسيقى التوارق إلى جانب الفنان السعيد تيفرا عن الطابع القبائلي. وتتواصل هذا الأربعاء وهي السهرة ما قبل الأخيرة من المهرجان مجريات المنافسة بين الفرق المشاركة في الطابع التارقي، كما ذكر المنظمون.