السمارة (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - طالبت عائلة المواطن الصحراوي, اشماد بات جولي الذي سقط ضحية الجريمة التي ارتكبها المحتل المغربي بالمنطقة العازلة, بإجراء "تحقيق دولي شفاف و سريع" في تفاصيل هذا "الفعل الشنيع" و أن "تتحمل بعثة المينورسو مسؤولية تأخرها فى إنقاذ حياة الفقيد". وفي زيارة ل(وأج) إلى بيت عائلة الضحية بمخيم السمارة للاجئين الصحراويين طالب عم الفقيد, السيد حماد حماد جولي, الأممالمتحدة "بالإسراع في إجراء تحقيق شفاف في حيثيات هذه الجريمة الشنيعة التي إرتكبها الإحتلال المغربي ضد مواطن صحراوي أعزل لم يقم بأي تصرف معاد". وأضاف "المرحوم أشماد (50 سنة) كان محبوبا من طرف الجميع و كل من يعرفه سيشهد برجاحة عقله و عدم تهوره وحرصه على إحترام الآخرين وعليه لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون اشماد معتديا لأن ذلك ليس من أخلاقه". وتابع قائلا أن " اشماد هو من خيرة أبناء عائلة جولي و من أبناء الصحراء الغربية الأبرار" مؤكدا أن "ماحدث لأشماد يمكن أن يحدث لأي مواطن صحراوي وعيله فإن هذا يكشف إلى حد كبير هشاشة الوضع الذي يعيشه المواطنون الصحراويون". وبدورها دعت قريبة أشماد (إبنة عمه) السيدة دقنة محمد جولي "المنظمات الحقوقية عبر العالم إلى التحقيق في الجريمة و أن تقرر عنها و تكشف للعالم همجية الإستعمار المغربي و مسؤوليته في معاناة الشعب الصحراوي" المستمرة منذ 40 سنة. "المحتل المغربي لاعهد له و لا يؤتمن جانبه". و من جهتها وبلهجة حسانية بسيطة قالت إبنة عم الفقيد, السيدة العجلة حماد جولي أن " أشماد هو شهيد و من عائلة صحراوية قدمت الكثير من الشهداء خلال الحرب ضد المحتل المغربي (1975-1991), و أضافت " عائلتنا عائلة شهداء, إلا أن الطريقة الجبانة التي قتل بها اشماد أثرت في نفوسنا كثيرا وزادت من يقيننا أن المحتل المغربي لاعهد له و لا يؤتمن جانبه". و تضيف قائلة "لن ننسى الطريقة الشنيعة التي قتل بها أشماد و ستبقى هذه الجريمة عالقة في ذاكرتنا مهما طال الزمان". وحول وضعية عائلة أشماد قالت السيدة العجلة أن الفقيد ترك "فراغا رهيبا لدى عائلة جولي خاصة وأنه أب لخمسة أولاد (ثلاثة ذكور و بنتين) كان معيلهم الوحيد و القائم على أمور كل عائلة جولي". وحول تفاصيل الجريمة أوضح أبناء عم الفقيد ممن إلتقت بهم (واج) أن أشماد كان يرعى الإبل في منطقة أجبيلات البيض الواقعة في مواجهة قطاع قلتة زمور, وبالتحديد في قطاع الفيلق المغربي 51 مقابل القاعدة رقم 25 في مجال جغرافي غير مسموح فيه باستخدام السلاح. بعد ذلك أطلق الجيش المغربي النار وقتل بعض الإبل , حينئذ سارع أشماد إلى إسترجاع الإبل المتبقية ورفع يديه في إشارة مسالمة منه, إلا أن قوات الإحتلال غدرته و أطلقت عليه وابلا من الرصاص الحي بالرشاشة الثقيلة و منعت رفقائه من الإقتراب منه تاركة إياه ينزف حتى الموت, حسبما ما رواه أقارب أشماد. وأضاف المصدر أنه بعد وقوعه أرضا بقى في مكانه لأكثر من 24 ساعة مؤكدين أن رفقاء الفقيد من رعاة الإبل إتصلوا ببعثة المينورسو لعلها تنقذ أشماد قبل فوات الاوان ألا أن البعثة لم تستجب لهم و لم تخرج إلى مكان الحادث إلا بعد يوم كامل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون قد أعرب عن "أسفه الشديد" لمقتل المواطن الصحراوي اشماد اباد جولي معلنا ان "الاممالمتحدة تتابع القضية". وأكد بان كي مون انه يتم حاليا الاتصال بالحكومة المغربية, لمعرفة ملابسات الحادث.