حمل السفير الصحراوي بالجزائر، بشرايا حمودي بيون، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي "المسؤولية الكاملة" على ما قد يحدث بعد 30 أبريل المقبل، تاريخ انتهاء مهمة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، داعيا إلى وضع رزنامة لتنظيم الاستفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. و أكد السيد بيون في لقاء جمعه بالصحافة في الجزائر انه رغم اختيار الشعب الصحراوي للمقاومة السلمية في سبيل الحرية، إلا ان استمرار المغرب في احتلاله سيدفع بهذا الشعب "نحو التطرف وحمل السلاح "، و هو -كما قال- "الأمر الذي سبق وان تحدث عنه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون". وجدد السفير الصحراوي بالمناسبة، التأكيد على التزام الشعب الصحراوي بالحل السلمي لقضيته وقال في نفس السياق، "نحن لا نريد الحرب ولا نشجعها ولا نسعى لها بل نطالب باستفتاء لتقرير حق الشعب الصحراوي لمصيره فحسب". وأثار الديبلوماسي الصحراوي الوضعية التي يتخبط فيها المغرب وعزلته الاقليمية والدولية بعد "فشل سياسة احتلاله للصحراء الغربية" والتي بناها، يضيف السيد بيون، على محاور فشلت كلها في النهاية منها محاولة التأثير سواء على الجبهة الداخلية باعتماد "الأساليب الخطيرة كالتعذيب والإعتقال والمطاردة في أوساط الصحراويين بالاراضي المحتلة" أو عن طريق "محاولته إثارة الفتن وزرع المشاكل" بين الصحراويين في الأراضي الصحراوية المحررة أو بمخيمات اللاجئين. كما واجهت سياسة الاحتلال المغربي فشلا كبيرا فيما يتعلق بمحاولة المغرب التوهم بشرعية احتلاله للصحراء الغربية من خلال ما يسميه ب"الحكم الذاتي" الذي قال السفير الصحراوي انه "لا يوجد أحد ولا أية منظمة دولية ولا قارية تقول ان الحكم الذاتي سيكون قاعدة للحل أو الحل ذاته". لا حل للنزاع في الصحراء الغربية خارج الشرعية الدولية و ذكر السفير الصحراوي بما كرره الأمين العام الأممي، بان كي مون، في زيارته إلى المنطقة، و الذي شدد على انه "لابد من حل للنزاع في الصحراء الغربية انطلاقا من الشرعية الدولية". وابزر السيد بيون أن كل ما يخشاه المغرب هو فرض الشرعية الدولية وكذا ما سيأتي به تقرير بان كي مون في الأيام المقبلة، منددا ب"الخطوة الخطيرة" التي أقدم عليها المحتل المغربي الذي يحاول التملص و التخلص التخلص من الشرعية الدولية عبر أفراد بعثة المينورسو و التي من مهامها أيضا أيضا مراقبة وقف إطلاق النار الموقع عليه منذ 1991 بين طرفي النواع، المغرب و جبهة البوليساريو. واعتبر ان كل الضجة التي صاحبت زيارة بان كي مون إلى المنطقة و"أسلوب الشتم بحقه والتهجم عليه" من طرف المحتل المغربي، من خلال مسيرات وبيانات، هي "محاولة لإفراغ المينورسو من محتواها"، لاسيما و أن المكون العسكري للبعثة لا يمكنه أن يواصل مهمته في غياب المكون المدني و الإداري. وحذر الدبلوماسي الصحراوي من أن المغرب، من خلال كل هذه الممارسات وتعنته ازاء حق الشعب الصحراوي، "يهدد المنطقة بالرجوع إلى البداية، أي إلى الحرب من جديد". وتوجه السفير الصحراوي إلى مجلس الأمن بدعوة من أجل ترجمة مواقفه إلى قرارات عملية فعلية ميدانية ووضع رزنامة لتنظيم الاستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي كما حمله المسؤولية على ما قد يحدث بعد تاريخ ال 30 ابريل الجاري. واشار بالمناسبة إلى الارتباط العضوي بين وقف اطلاق النار وتنظيم الاستفتاء، مشيرا هنا إلى "حالة الاستنفار" التي تتواجد عليها وحدات جيش التحرير الصحراوي، وذلك منذ 15 سنة في حالة - كما قال- أنه "إذا ما اضطررنا لحمل السلاح فسنكون جاهزون". و تجدر الاشارة إلى ان مجلس الأمن الدولي سيعقد في شهر أبريل إجتماعات تعتبر ب"المصيرية"، خاصة و أنها ستلقي بثقلها على الملف الصحراوي، إما بإستئناف مفاوضات السلام أوعودة جبهة البوليساريو للحرب ضد الإحتلال المغربي. وأعلنت رئاسة مجلس الأمن الدولي ، وتتولاها الصين دوريا، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيقدم تقريره أمام مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة المقبل حول نزاع الصحراء الغربية، حيث يعرف شهر أبريل عقد أكثر من خمس جلسات قبل صدور قرار جديد يوم 28 من نفس الشهر حول النزاع في الصحراء الغربية، و ذلك في شققه المتعلق بالتصويت على تمديد مهمة بعثة المينورسو التي تنتهي قانونيا في 30 أبريل. و يذكر اللقاء مع الصحافة بالجزائر نشطه السفير الصحراوي رفقة رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، أبة الحيسن، والذي خصص للوضعية الخطيرة التي يعيشها معتقلي "أكديم ازيك" السياسيين و المضربين عن الطعام في السجون المغربية منذ اكثر من شهر و كذا لإنتهاكات حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة.