دعا رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, يوم السبت إلى التمعن في المسيرة النضالية لرائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس, مذكرا بجهوده في مواجهة مخططات الإستعمار الفرنسي لمسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري. و في رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ل16 أفريل قرأها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي, قال رئيس الجمهورية أن "قسنطينة, على غرار المدن الجزائرية الأخرى, تحتفي اليوم بالذكرى السادسة والسبعين لرحيل رائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس", مضيفا أن الشعب الجزائري برمته "يستعيد صورة ذلكم العلم الفذ في تاريخنا الحديث. ومن ثم, يحتفل بيوم العلم الذي صار موعدا سنويا نقف فيه على ما قطعناه من أشواط على نهج إمامنا عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)". و أوضح أن "الغاية من هذا الإحتفال بيوم العلم, كل سنة, لا تتوقف عند استذكار هذا الرائد القدوة ورفاقه الأجلاء الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم الجزائر حين جعلوا من نشر العلم والمعرفة, النافعة في الدنيا والآخرة, وسيلة للتحرر الفكري الذي بدونه ما كان في استطاعة الإنسان الجزائري أن يقوى على التخلص من نير الإستعمار". و ذكر رئيس الجمهورية أن جهود الشيخ عبد الحميد بن باديس وصحبه في جمعية العلماء المسلمين إنصبت "على مواجهة مخططات الإستعمار الساعية إلى مسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري التي مكنته من المحافظة على قيمه الأصيلة وإعادة بناء كيانه الوطني وترسيخه حتى وقف شامخ الهامة بين شعوب العالم". و أبرز الرئيس بوتفليقة أنه "من هذه الأرضية الصلبة, عرف عبد الحميد بن باديس كيف يدافع عن اللغة العربية والثقافة الجزائرية, مدركا في الوقت نفسه وبرؤية ثاقبة, التزاوج الطبيعي القائم بين البعد الأمازيغي للشعب الجزائري وبعده العربي الإسلامي", مضيفا أنه من "إيماءاته التي كان يشير بها إلى الجانب الأمازيغي من حيث هو عنصر أساسي في هويتنا الوطنية, كان يوقع مقالاته الصادرة في مجلة الشهاب +ابن باديس الصنهاجي+". و تابع قائلا: "نحن حين نستذكر, في يوم العلم, مناقب الإمام عبد الحميد بن باديس وسيرته وحياته التي نذرها لخدمة العلم والتنوير ونشرها والنضال من أجل القضية الوطنية, لا يسعنا إلا أن نعمل الفكر في جميع ما أنجزه, مع رفاقه, في مضمار التربية والتعليم, وفي تخليص الممارسة الدينية من شوائب الدجل والبدع والشعوذة, وفي السياسة والإجتماع وفي الصحافة والإعلام على الرغم من سطوة المستعمر الفرنسي ومحاولاته اليائسة لإخماد كل صوت حر". بهذه المناسبة, أعرب الرئيس بوتفليقة عن "عرفان الشعب الجزائري قاطبة, وعن عظيم امتنانه وإكباره, لكل الرجال والنساء, على اختلاف أجيالهم, الذين ساهموا, قبل تحرير بلادنا وبعده, في استعادة حق الإنسان الجزائري في نور العلم, ونعمة المعرفة من خلال مساهمتهم القيمة الجليلة في بناء صرح المنظومة التعليمية الوطنية بمختلف قطاعاتها وبنائها". كما أعرب عن حرص الدولة الثابت على "الإعتناء الدائم بتحسين ظروف جميع الذين يضطلعون بالوظيفة التعليمية النبيلة بكافة أسلاكها واختصاصاتها, وعلى تمكينهم جميعا من كل الوسائل اللازمة لمواصلة جهودهم في أداء رسالتهم الشريفة التي لا غنى عنها لتنمية بلادنا وتطويرها".