أشاد وزير الإعلام الأردني الأسبق و الكاتب و الإعلامي سمير مطاوع، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، بعظمة الثورة التحريرية الجزائرية التي قال انها "أسطورة الحرية في القرن العشرين". و في محاضرة نشطها بمناسبة الزيارة التي يقوم بها للجزائر، استعرض السيد مطاوع تجربته في التغطية الإعلامية لمفاوضات إيفيان بين وفدي الحكومة المؤقتة الجزائرية والحكومة الفرنسية معتبرا ان الثورة التحريرية "أسطورة الحرية في القرن العشرين". و توقف المحاضر بالخصوص عند تجربته كمراسل صحفي في التغطية "الحصرية" لمفاوضات ايفيان المصيرية التي افضت الى وقف اطلاق النار و الاستقلال، والتي قال انها أهم المحطات التي طبعت مسيرته الإعلامية و العلاقة "الوطيدة'' التي جمعته بالثورة التحريرية والكثير من قادتها. و ذكر السيد مطاوع بأنه قام بتغطية هذا الحدث المصيري لحساب مجلة "الأسبوع العربي" اللبنانية التي كانت تعد آنذاك الأكثر انتشارا و توزيعا، فضلا عن تقديمه لتقارير إخبارية في مطلع النشرات التي كان يبثها القسم العربي لإذاعة هولندا العالمية. و أضاف في هذا الصدد بأنه علم في وقت لاحق من الرئيس الراحل أحمد بن بلة بأنه تم اختيار هذه الأخيرة لكونها الإذاعة الأجنبية الوحيدة التي يتم التقاطها بالسجون التي كان يقبع بها الأسرى و المعتقلين الجزائريين. و أكد السيد مطاوع بأن تغطيته لهذه المفاوضات شكل "الحدث الأهم و الأروع من بين كل ما أنجزه خلال مسيرته الإعلامية الطويلة التي تميزت بتغطيته للكثير من الأحداث العالمية". و قد سمحت هذه التغطية الإعلامية للسيد مطاوع--مثلما أكده-- من نسج علاقات "متينة" مع العديد من قادة الثورة التحريرية و التي "استمرت حتى بعد افتكاك الجزائر لاستقلالها''، حيث رافق الرئيس الراحل بن بلة في جولته بمختلف أنحاء البلاد ليطلق عليه اسم "شهيد الثورة الحي" لما لمسه من حب و تقدير الجزائريين له. و نتيجة هذا الزخم الإعلامي و التاريخي الذي تمكن من حيازته نتيجة احتكاكه بالجزائر قبل و بعد الاستقلال، أفاد السيد مطاوع بأنه بصدد تأليف كتاب حول هذه التجربة ستتناول عصارة ما عايشه. يذكر أن سمير مطاوع كان قد تقلد عددا من المناصب السامية بالأردن حيث كان وزيرا للإعلام كما تولى رئاسة وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فضلا عن مسيرته الإعلامية التي خاضها ببلاده و هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" و إذاعة هولندا العالمية.