أكد المشاركون في أشغال الورشة الإقليمية الرابعةلرابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل الإفريقي في يومها الثاني اليوم الثلاثاءضرورة توحيد الخطاب الديني في منطقة الساحل و الصحراء بهدف الحفاظ على النفس البشرية و التأسيس لمجتمع قائم على التعايش السلمي و الحوار، مؤكدين على نجاعةالتجربة الجزائرية في هذا الصدد. وأكد ممثل دولة مالي، الشيخ آلفا داها كونتا، في مداخلته أن "لغة السلاحلا يمكن أن لغة العلم و المعرفة و الافكار" ، موضحا أنه من أهم مقاصد الشريعة الإسلاميةهي الحفاظ على النفس البشرية من خلال جملة القيم التي جاء بها الدين الحنيف وخاصةقيم التعايش السلمي و الحوار و قبول الآخر. وشدد الإمام و الداعية المالي على أن "الهمجية و التطرف لابد أن تنتهى فيالمنطقة و أن تقبل شعوبنا على مرحلة تنوير العقول من خلال القيم الاسلامية العالميةالتي يزخر بها النص القرآني"، مؤكدا على أهمية الحوار في معالجة الاختلافات بغيةتجسيد السلم الاجتماعي خاصة و أن النص القرآني مليء بالتعاليم و لقيم التي تؤسسلمجتمع سلمي يعيش فيه البشر على اختلافهم في أمن و سلام" داعيا إلى العمل علىإبراز هذه القيم لتقديم الدين الاسلامي إلى العالم في صورته الحقيقية. وأبرز الشيخ داها كونتا الأهمية التي تحظى بها هذه الورشة ، حيث أنه منشأنها المساهمة أكثر فأكثر في توحيد الخطاب الديني في منطقة الساحل و الصحراء لوضعحد للأفكار المتطرفة الواردة إلى شعوب المنطقة، مثمنا الجهود التي تقوم بها الجزائرفي هذا السياق. تثمين و إبراز لنجاعة التجربة الجزائرية في مكافحة التطرف و الإرهاب وقد تم خلال أشغال اليوم الثاني للورشة الاقليمية تثمين التجربة الجزائريةفي مكافحة التطرف العنيف و الإرهاب ، حيث أكد ممثل السنغال، الشيخ إسماعيل ديم،على أهمية هذه التجربة الجزائرية، "خاصة بعد نجاح السلطات الجزائرية و الشعب الجزائريعموما في القضاء على الفتنة التي مرت بها البلاد وهو ما يجعل من الجزائر صاحبةخبرة في هذا المجال و في تجربتها مثالا يقتدى به في مكافحة هذه الآفة في المنطقة". وثمن الشيخ ديم مبادرة تنظيم هذه الورشة الإقليمية لما لها من أهمية فيمايتعلق بتوحيد الرؤى و التصورات فيما يتعلق بمواجهة التطرف العنيف و الإرهاب منخلال إبراز "قيمنا السمحة في التعايش السلمي و الحوار". من جانبه إستعرض ممثل تشاد، الشيخ أباكار والار مودو، تجربة بلاده فيتحقيق التعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع التشادي وقدم الآليات الهيكلية المبتكرةلضمان حقوق كل المواطنين في بلاده من مسلمين وغيرهم. كما تحدث الشيخ مودو عن الموروث الديني المشترك بين دول منطقة الساحل والصحراءو "الذي لابد من نقله إلى الأجيال الجديدة من أئمة و الدعاة و كل المواطنين منمسلمين و غيرهم في كل دول المنطقة"، مثمنا بدوره الجهود التي يبذلها القائمونعلى هذه الورشة الإقليمية في هذا الصدد. وفي سياق متصل، أكد المكلف بالإتصال على مستوى وحدة التنسيق و الإتصال(UFL) أنه سيتم العمل مستقبلا على تنظيم المزيد من الدورات التكوينية و الورشاتبمختلف دول الساحل و الصحراء بالتنسيق مع شركاء الوحدة في المنطقة خاصة رابطة أئمةو علماء الساحل و خلية الإعلام المكونة من صحفيين من مختلف دول المنطقة وذلك بهدفالتحسيس بضرورة مواجهة المخاطر التي تعرفها المنطقة خاصة المرتبطة منها بالدعايةالإرهابية و التطرف بإشراك جميع الفعالين من هيئات المجتمع المدني و المؤسسات الدينيةو كذلك المواطنين. تنظم هذه الورشة الإقليمية الرابعة لأول مرة خارج الجزائر، وتهدف إلى إبراز قيمالتعايش السلمي في ظل التهديدات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل الإفريقي و بحيرةتشاد وتنظمها رابطة أئمة و دعاة دول الساحل بالتنسيق مع وحدة التنسيق و الإتصالو المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب و كذا لجنة الأمن والاستعلام التابعةللإتحاد الإفريقي. وشارك في هذه الورشة عدد من كبار الأئمة و الدعاة و علماء الدين وكبارالمصلحين في الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر، موريتانيا، مالي، نيجيريا،النيجر، بوركينا فاسو و تشاد بالإضافة إلى ثلاث دول ملاحظة في إطار مسار نواكشوطوهي كوت ديفوار، السنغال وغينيا كوناكري.