يعرض مركز تنمية الطاقات المتجددة و على مدار يومين من اليوم الأربعاء ببواسماعيل بتيبازة عشرات النماذج لمشاريع اقتصادية و اجتماعية على المتعاملين الاقتصاديين لعلها تستقطب اهتمامهم و يتم تجسيدها بعد طول انتظار. و شملت المشاريع المعروضة في إطار الأبواب المفتوحة التي تنظمها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بمقر وحدة تطوير الطاقات الشمسية ببواسماعيل تحت شعار "أيام البحث التطبيقي" ابتكارات لباحثين جزائريين في قطاعات الري و الفلاحة و البناء و البيئة و النقل و الصحة و الطاقة. للإشارة يشارك مركز تنمية الطاقات المتجددة ب"حيوية" في البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة من خلال إدماج العديد من الإنجازات عبر التراب الوطني و إجراء الدراسات المتعلقة بالحقول المتجددة و تقييم المواقع غير مؤهلة لتضم محطة إلكترونية أو حرارية باستخدام الطاقات المتجددة حسبما أكده لوأج مدير المركز البروفيسور ياسع نور الدين. و يتعلق الأمر حسب البروفيسور ياسع بمشاريع "مهمة" استقطبت اهتمام المتعاملين الاقتصاديين إلا أنهم لا يزالون في مرحلة الترقب و الترصد قبل خوض غمار شراء الابتكارات و تجسيدها على أرض الواقع مشيرا إلى أن الأبواب تهدف إلى دفعهم على أخذ الأمور بجدية من خلال إبراز الفرص التجارية المتاحة أمامهم. كما تتضمن الأبواب المفتوحة مشاريع مهمة أخرى تهم بالدرجة الأولى المواطن على غرار حلول ذكية لاستعمال الطاقات المتجددة في التجهيزات الكهرومنزلية كسخان الماء و المدفئة و أجهزة التبريد كالثلاجة و المبرد الذين يستهلكون سنويا 44 بالمائة من الطاقات بالجزائر. و فضلا عما ذكر يعرض مركز تنمية الطاقات المتجددة أيضا نماذج مشاريع في قطاع الفلاحة على غرار مضخات المياه التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة مقابل مبالغ كبيرة إلى جانب نماذج تجفيف المنتوجات الفلاحية غير قابلة للاستهلاك و استغلالها في تغذية الأغنام و آليات سقي الأراضي بالتقطير و مضخات معالجة المياه القذرة و البحر و معالجتها. و رغم المجهودات المبذولة من قبل مراكز البحث أكد رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة محمد العيد بن أعمر الذي أبدى انبهاره و إعجابه بالابتكارات على ضرورة القيام بحملات إعلامية أوسع من أجل تثمين و تجسيد الابتكارات. و في السياق قال الباحث أسامة كواية صاحب ابتكار "روبو المراقبة في المناطق الخطيرة مزود بكاميرا و ذاكرة ذكية" و كذا السيارة التي تشتغل بالطاقة الشمسية لواج أن النموذج الذي توصل إليه يثير "الكثير من الاهتمام" لكن يقول "أبقى أنتظر عرض حقيقي" مشيرا إلى أن الاتصالات تبقى غير مجدية. و برر ذلك ب"مخاوف" الاقتصاديين من خوض المغامرة" داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة مساهمة رجال الأعمال في النهوض بالاقتصاد الوطني والابتعاد نوعا ما عن التفكير في الصفقات المضمونة بنسبة 100 بالمائة. و تهدف الأبواب المفتوحة التي تشارك فيها الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة ب"قوة" لإبراز مدى التطور التكنولوجي الذي توصل إليه الباحث الجزائري و كذا مدى مساهمته في بناء اقتصاد قائم على المعرفة حسبما أفاد به الأمين العام لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي محمد الصالح صديقي. و أضاف المسؤول أن التظاهرة مناسبة لتقريب الباحثين من عالم المؤسسات والصناعة و من ثمة العمل على خلق فضاء و جسر تواصل بين الباحثين و الاقتصاديين حيث تمثل الطاقات المتجددة رهان السياسة الطاقوية و الاقتصادية للجزائر و تحضى باهتمام خاص من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. و أكد على أن انتشار استعمال الطاقات المتجددة يضمن الاستقلالية الطاقوية للبلد و يساهم في حيوية الاقتصاد و من ثمة خلق مناصب عمل و تقديم القيمة المضافة الضرورية للجزائر.