أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي مساء الاثنين بتيسمسيلت عن "خلق قريبا لمناطق نشاطات صغيرة نموذجية عبر كامل ولايات الوطن موجهة لفائدة الشباب من حاملي المشاريع الصغيرة". وأوضح السيد بدوي خلال لقاء المنتخبين المحليين والمجتمع المدني في ختام زيارته التفقدية إلى الولاية بأن "هذه العملية ستتيح الفرصة للشباب من حاملي المشاريع الصغيرة لولوج عالم الاستثمار". ومن جهة أخرى ذكر أنه "قد اتخذنا إجراءات استعجالية تمخضت عن اللقاء الأخير الذي جمع الحكومة بالولاة والتي ترمي إلى استغلال الثروات الموجودة بالولايات لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي على غرار الثروة السياحية المهمة التي تتوفر عليها ولاية تيسمسيلت والتي ينبغي إعطائها اهتمام كبير". وأبرز الوزير أن "التحدي الحقيقي خلال الثلاث سنوات القادمة هو إخراج اقتصادنا من تبعية البترول والتوجه نحو شراكة اقتصادية تساهم في استحداث مناصب شغل على غرار تطوير المزارع النموذجية عن طريق الشراكة ما بين فلاحين ومتعاملين اقتصاديين". وأشار إلى أن "التوجه الذي نسير عليه اليوم والذي هو مدستر حاليا ونسعى لتكريسه يتمثل في ميثاق الديمقراطية التشاركية والذي يحدد القيم التي تجعلنا جميعا مسؤولين ونحدد الأولويات التنموية". وأبرز الوزير أن "المجلس الوزاري الأخير المنعقد برئاسة رئيس الجمهورية وضع نصب اهتمامه إعادة النظر في الجباية المحلية". وردا على تساؤل أحد ممثلي الجمعيات المحلية قال السيد بدوي أن "مشكل تأخر التنمية بالولاية هو مسؤولية الجميع من جهاز تنفيذي ومنتخبين محليين ومجتمع مدني والطريقة المثلى للنهوض بالمنطقة هو أن نلتقي جميعا حول أولوياتنا التنموية". وكشف الوزير أن زيارته التفقدية للولاية قد توجت باتخاذه لقرارات عديدة متمثلة في تخصيص أغلفة مالية في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لتهيئة الطرقات البلدية وفك العزلة عن سكان المناطق النائية وتهيئة بعض المناطق السياحية ورصد مبالغ تخصص لحصص إضافية من التجزئات الاجتماعية والسعي إلى توفير 4 ألاف إعانة ريفية إضافية إلى استحداث مناطق للنشاطات وتأهيل ما هو موجود منها. وأوضح في ذات السياق بأن "هذه الأغلفة المالية الموجهة لدعم العديد من العمليات التنموية بالولاية هي مخصصة على سبيل القرض وذلك في إطار التوجه الجديد للحكومة". وعلى صعيد آخر أشار السيد بدوي خلال لقاء صحفي على هامش هذه الزيارة إلى تخصيص على المستوى الوطني 6 ملايير دج ضمن صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية لتوفير النقل المدرسي خلال السنة الدراسية الجارية إضافة إلى 15 مليار دج لإعادة تأهيل التحصيصات الاجتماعية الموجهة لمناطق الجنوب والهضاب العليا من خلال توفير جميع الشبكات (الكهرباء والماء والغاز). وشملت زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية إلى تيسمسيلت وضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 900 مسكن عمومي إيجاري ب"سيدي الهواري" بعاصمة الولاية مع تقديم عرض حول الأحياء الهشة وبرنامج إعادة هيكلتها. كما أشرف ببلدية خميستي على مراسم توزيع قرارات الاستفادة من السكن الاجتماعي والريفي وقطع الأرضية ذات طابع اجتماعي لفائدة أعوان الحرس البلدي ومتقاعدي الجيش الوطني الشعبي وذوي الحقوق. كما تفقد نور الدين بدوي مصلحة الحالة المدنية لذات الجماعة المحلية ومنطقة النشاطات "سيدي منصور" مع تقديم له عرض حول مشروع المنطقة الصناعية "سلمانة" وآخر يخص مشروع استثماري لصناعة قطع غيار السيارات مع معاينة وحدة لإنتاج الحليب ومشتقاته. وقام الوزير رفقة المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري بتدشين مقر الوحدة الثانوية للحماية المدنية لثنية الحد وتسميتها باسم الشهيد رباحي أحمد وبيت للشباب ببلدية سيدي سليمان إلى جانب زيارة الحظيرة الوطنية للأرز. كما استمع السيد بدوي لعرض حول مشروع ربط البلديات الريفية للولاية بشبكة الغاز الطبيعي وكذا برامج دعم هذه الجماعات المحلية في إطار عودة المواطنين إلى مناطقهم الأصلية ومشروع ربط سدي "كدية الرصفة" و"دردر" (عين الدفلى) على مستوى خزان مائي لفائدة زهاء 80 ألف ساكن ببلديات تيسمسيلت وخميستي والعيون وبعض الدواوير. وتم أيضا تقديم شروحات تخص المحيط المسقي انطلاقا من محطة تصفية المياه المستعملة لتيسمسيلت فضلا عن القدرات السياحية للولاية مع عرض حول مخطط شغل الأراضي المقترح للاستثمار السياحي وآخر حول المنتوجات المحلية والتقليدية للمنطقة.