إستقبلت تركيا العام الجديد باعتداء "إرهابي شنيع" أودى بحياة مالا يقل عن 39 مدنيا، أعتبرت أنقرة أنه "لا ينفصل عن التطورات الجارية في المنطقة" لاسيما في سوريا المجاورة، في حين عبرت العديد من العواصم عبر العالم عن إدانتها الشديدة لهذا "الإعتداء الجبان" مجددة دعمها لتركيا في مواجهة هذه الأفة من خلال حشد الجهود الإقليمية و الدولية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الهجوم الذي استهدف ليلة امس ملهى ليلي بأسطنبول يضم احتفالا بعيد رأس السنة الميلادية، أن الهجمات المتكررة التي تتعرض لها بلاده "لا تنفصل عن التطورات الجارية في المنطقة، وتهدف إلى زعزعة الاستقرار وزرع الفوضى في تركيا". وأكد أردوغان أن هذا "الهجوم الشنيع" هو "محاولة لتدمير بلاده وخلق حالة من الفوضى من خلال استهداف متعمد لسلام الأمة التركية والمدنيين"، مجددا عزم بلاده العمل "على اقتلاع التهديدات والهجمات الموجهة ضدها من جذورها"، داعيا إلى التكاتف بين أفراد المجتمع لمواجهة الإرهاب، قائلا "لن نسمح إطلاقا بنجاح المؤامرات القذرة التي تحاك ضدنا وذلك من خلال التحلي بالوعي والحكمة والتكاتف فيما بيننا بشكل أكبر". من جانبه، تعهد وزير العدل التركي، بكير بوزداج، أن بلاده ستمضي قدما في حربها ضد الإرهاب و ستواصل العمل والقتال من أجل القضاء على الظاهرة. وروى شهود عيان أن رجلا مسلحا ببندقية رشاشة جاء متنكرا بزي "بابا نويل" أطلق النار داخل ملهى "رينا" الليلي المكتظ بالمواطنين المحتفلين بليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، ما أدى إلى مقتل 39 شخصا، بينهم رجل شرطة و16 مواطنا أجنبيا، وإصابة 96 آخرين على الأقل، لا يزال 4 منهم في حالة حرجة للغاية. دعم دولي لتركيا من أجل التصدي بحزم للعدوان الإرهابي ولقي هذا الإعتداء ردود فعل دولية منددة و مدينة، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "من الصعب تصور جريمة أكثر وقاحة من مقتل المدنيين وسط احتفالات بعيد رأس السنة، وواجبنا المشترك هو التصدي بحزم للعدوان الإرهابي"، مشددا على أن "روسيا كانت ولا تزال شريكا موثوقا به لتركيا في مكافحة شرور الإرهاب". كما أدان البيت الأبيض الامريكي، على لسان المتحدث باسم إريك شولتز، هذا "الهجوم الإرهابي المروع"، في حين قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض نيد برايس إن الهجوم على مجموعة من الأبرياء الذين كانوا يحتفلون بالسنة الجديدة "يظهر وحشية المهاجمين" معربا عن تعازي الولاياتالمتحدة لأقارب الضحايا. أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فقد أعرب عن "صدمته" جراء العمل الإرهابى الذي استهدف إسطنبول، مشددا في بيان نشرته الخارجية الألمانية اليوم، على ضرورة مكافحة الإرهاب. ومن باريس، أعرب الرئيس هولاند في بيان له عن تضامنه مع تركيا في تلك المحنة مؤكدا ان "فرنسا ستواصل مكافحة هذه الآفة بلا هوادة مع حلفائها". نفس الموقف عبرت عنه النرويج و ليتوانيا، حيث وصفت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج ، الهجوم ب "الجبان"، مشيرة إلى أنه استهدف مدنيين أبرياء. في حين قال وزير الخارجية الليتواني ليناس ينكفيتشيوس "إنه يمكن للجبناء الإرهابيين أن يقتلوا ولكن لا يمكنهم أن ينتصروا". وبدوره، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس شتولتنبرج، عن أسفه لسقوط ضحايا في الهجوم المسلح، معتبرا أن هذا الهجوم يعد "بداية مأساوية لعام 2017". ضرورة حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب واجتثاثه وفي العالم الإسلامي، أدانت كل من فلسطين و تونس و العراق و الإمارات و البحرين و قطر وباكستان هذا الإعتداء، حيث جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدانته ورفضه المطلق للأعمال الإرهابية، مشددا على ضرورة حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهته واجتثاثه. نفس الموقف عبرت عنه الخارجية الإماراتية من خلال بيان لها جددت فيه موقف الإمارات تجاه نبذ العنف والإرهاب بصوره وأشكاله كافة داعية إلى تعزيز التعاون الدولي وتضافر الجهود لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة من جذورها والتي تهدد أمن و استقرار دول العالم كافة. و من بغداد، استنكر كل من رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري و نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي هجوم اسطنبول مؤكدين "تضامن العراق مع الشعب التركي وقيادته في مواجهة الإرهاب والتصدي له وفرض الأمن والاستقرار في عموم دول المنطقة والحد من انتشار عصابات الإرهاب". إلى ذلك، أدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم ، مشيرا إلى أن "باكستان قد عانت أيضا من الإرهاب ودفعت ثمنا باهظا"، مضيفا أن إسلام أباد ستواصل اتخاذ "خطوات جادة" للقضاء على الإرهاب.