شدد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الثلاثاء، على أهمية تعميق البحث في الجوانب العسكرية لثورة نوفمبر 1954 وتوضيح طبيعة الصراع الذي خاضه جيش التحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي. وخلال إشرافه على ندوة تاريخية حملت عنوان "عبقرية جيش التحرير الوطنيفي مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي" إحتضنها النادي الوطني للجيش في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال55 لعيد النصر، أبرز الفريق قايد صالح "أهمية تعميق البحث في الجوانب العسكرية لثورة نوفمبر 1954 وتوضيح طبيعة الصراع الذي خاضه جيشا لتحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي، وهو المحور الذي عكفت على دراسته هذه الندوة". كما اعتبر أن حصيلة هذه الندوة ستكون "إضافة مفيدة'' للنتائج التي تم تحقيقهاخلال الملتقيات التاريخية السابقة التي حرصت وزارة الدفاع الوطني على تنظيمها ورعايتهافي سبيل "تعميق الوعي لدى الأجيال الشابة وترسيخ قيم ثورتهم المظفرة خصوصا وتاريخهمالوطني عموما في أذهانهم وعقولهم بما يشعرهم بثقل المسؤولية التي هم بصدد تحملهافي كافة مواقع عملهم ويحفزهم على القيام بها على الوجه الأكمل والأصوب". وذكرالفريق قايد صالح في هذا الصدد ب"المبادئ السامية والأخلاق العالية" التي ميزت جيش التحرير الوطني في مواجهته لجيش الاحتلال والتي تجلت في"يقينهم الكامل بعدالة قضيتهم وثقتهم الكبرى في شعبهم وبحتمية انتصارهم على عدوهمطال الزمن أم قصر". وقال بهذا الخصوص: "هم فتية من أولي النهى والعقول الراجحة، أحبوا وطنهموآمنوا بربهم، فزادهم الله هدى على هدى، ولدوا من رحم معاناة شعب حر وأصيل وكانواعصارة لنضالاته الطويلة والشاقة وتضحياته الجسام وكفاحه الطويل والمضني ومتعددالأشكال منذ أن وطئت أقدام الإستعمار الفرنسي البغيض أرض الجزائر الطاهرة سنة 1830". وتابع الفريق قايد صالح معددا "الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة التي كانيتحلى بها أفراد جيش التحرير الوطني، ففضلهم الله سبحانه وتعالى لأجل ذلكبإرادة لا تقهر وعزيمة لا تضاهى، فحددوا الأهداف وقرروا بلوغها، مهما كانت التضحيات،وجعلوا من مآثرهم وبطولاتهم السبيل الأوحد لنهاية حقبة استعمارية عصيبة ولنفق استيطانيمظلم وعسير". وفي إسهابه في الحديث عن إنجازات جيش التحرير الوطني، ذكر الفريق قايدصالح بالصدى المدوي للثورة التحريرية عبر المعمورة حيث كانت "ملهمة الملايينمن الشعوب المقهورة والمظلومة ومحفزهم على تحطيم أصفاد الاستعمار وانفراط عقده"،مؤكدا أن هذه الخصال والإنجازات "ستبقى خالدة في أذهان الجزائريين". كما اغتنم فرصة حضور مجموعة من الأساتذة الجامعيين والطلبة المختصين فيمجال التاريخ ليدعو المعنيين إلى "الاهتمام أكثر باستكمال أشواط كتابة التاريخالوطني، خاصة تاريخ الثورة التحريرية". واعتبر قايد صالح أن المؤرخين "أوفياء للذاكرة الجماعية لشعبنا، التي تبنىمن خلالها شخصية الأجيال الحاضرة والمستقبلية وتترسخ عبرها قيم التضحية والتفانيفي أرواحهم وتتعزز عزيمة الحفاظ على إرث شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأشاوس". للإشارة، شهدت هذه الندوة عدة مداخلات أبرزت التنظيم والتسليح والأعمالالقتالية لجيش التحرير الوطني بالولايات التاريخية الستة. وأكد الفريق قايد صالح أن تزامن تنظيم هذه الندوة التاريخية مع الاحتفالبالذكرى ال55 لعيد النصر "سيجعل منها دلالة أخرى قوية ورمزية على مدى الأهميةالتي نوليها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني لعمقنا التاريخي، مستعينين في ذلك بدعم وتوجيه المجاهد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة،وزير الدفاع الوطني، الذي يولي أهمية قصوى لتاريخنا الوطني باعتباره عنصرا أساسيامن عناصر مقومات شخصيتنا الوطنية".