ستنظم جمعية ترقية المطالعة لدى الأطفال "القارئ الصغير" لوهران قافلة لجمع وتدوين التراث لمنطقة القبائل في إطار مشروع لتثمين التراث اللامادي للجزائر الممول من قبل وزارة الثقافة و بدعم من الاتحاد الأوروبي حسبما استفيد لدى هذه الجمعية المبادرة بهذا المشروع. وستنطلق هذه العملية الرامية إلى المحافظة على التراث الشفوي للجزائر في الصيف القادم بمناسبة إقامة مهرجان الحكاية بتيزي وزو حسبما ذكرته نائبة رئيسة الجمعية على هامش فعاليات الطبعة 11 للمهرجان مابين الثقافات للحكاية الشعبية الذي اختتمت فعالياته مساء اليوم السبت بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" لوهران. وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها بعد المحطة الأولى لهذه القافلة التي قامت بجولة إلى منطقة "الساورة" (بشار) حيث سمحت بجمع 10 حكايات شعبية كما أضافت الحكواتية جميلة حميتو مبرزة أن "جمع وتدوين الحكايات الشعبية التي يشرف عليها حكواتين محترفين ستشمل أيضا مناطق الهضاب العليا وشرق و غرب الوطن". وفي إطار هذا المشروع "لويحكي لي القوال" الرامي إلى الحفاظ على الحكاية وتدوينها وإعادة صياغة القصص استفاد 24 شاب حكواتي من تكوين في نوفمبر الماضي حيث تم اختيار 10 منهم لديهم مؤهلات كبيرة لاجراء تكوين ثاني في إقامة للحكاية بمركب الأندلسيات (وهران) مع مطلع هذا الشهر أشرف على تأطيرهم محترفون في الحكاية من فرنسا وايطاليا وفق ذات المصدر. وتميزت الطبعة 11 من هذه التظاهرة التي اكتست طابعا مغاربيا بحضور قوي للحكواتيين من المغرب و تونسموريتانيا و الكونغو و الكاميرونوفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ولبنان والولايات المتحدةالأمريكية الذين قدموا مقاطع شيقة مستمدة من تراثهم الشعبي شدت انتباه الجمهور الوهراني بمختلف شرائحه الاجتماعية وفئاته العمرية. وكانت الحكاية الشعبية الجزائرية سيدة حلقات السرد التي نشطتها كوكبة من القوالين من مختلف مناطق الوطن على غرار جميلة حميتو و فيصل بلعكاز و ماحي صديق و قادة بن شميسة وسهام صالحي و نعيمة و كذا فارس ايدير و يمينة و غيرهم الذين قدموا فسيفساء من النوادرو القصص بالعربية و الامازيغية أشفت غليل المتعطشين لهذا النوع من الفنون الشعبية. وقد شهدت هذه الطبعة التي دامت ستة أيام اقبالا منقطع النظير من قبل محبي الحكاية الشعبية الذين جاءوا من مختلف ولايات الوطن و حتى من الخارج لمشاهدة عروض من الحكايات الشعبية المتعددة الثقافات حسبما ذكره المنظمون. وفي اطار هذا المهرجان المنظم من قبل جمعية "القارئ الصغير" وبرعاية من المجلس الشعبي البلدي لوهران تم برمجة بعض العروض بمختلف الفضاءات الثقافية لولايات معسكر ومستغانم وسيدي بلعباس وتلمسان.