راجع صندوق النقد الدولي بشكل طفيف وبالزيادة تنبؤاته بخصوص النمو الاقتصادي العالمي لسنة 2017 محذرا من ارتفاع الاحتمائية التي يمكن أن تعرقل الانتعاش. وأبرز الصندوق في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي الذي نشر اليوم الثلاثاء عشية اجتماعاته لفصل الربيع أن "التوسع الاقتصادي المنتظر منذ زمن قد بدأ في التجسد". ومن المرتقب أن يسجل الاقتصاد الدولي نموا ب 5ر3 % في سنة 2017 مقابل 4ر3% في التقديرات السابقة. و أبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته للنمو الدولي لسنة 2018 ب 6ر3%. كما يشير الصندوق في تقريره إلى تعميم تسارع الوتيرة المنتظر في سنة 2017 و في 2018 بالرغم من نمو محتشم في العديد من البلدان المتقدمة و بالرغم من استمرار البلدان المصدرة للمواد الأساسية في مواجهة الصعوبات. كما يتنبأ الصندوق أنه بالرغم من امكانية ارتفاع النمو مقارنة بالتوقعات على المدى القصير فتبقى هناك اخطار تهدد التوقعات على المدى المتوسط. و حسب صندوق النقد الدولي يبقى الانتعاش مهددا بمجموعة من الأخطار حيث يشكل "تبني تدابير احتمائية التي ينجر عنها حرب تجارية تهديدا كبيرا". هذا و يشير الصندوق أن سياسات دعم اقتصاد البلدان خاصة على مستوى البلدان المتقدمة قد تعثر العلاقات التجارية الدولي لا سيما التعاون المتعدد الأطراف بشكل عام. وأوصى صندوق النقد الدولي أنه "يتعين على الحكام لحماية التوسع الاقتصادي الدولي تفادي أخذ تدابير احتمائية و مضاعفة الجهود للسهر على تقاسم أفضل لعائدات النمو". كما يشير صندوق النقد الدولي أن توقعات النمو الدولي لسنتي 2017 و 2018 منذ أخر تقرير له الصادر في شهر أكتوبر 2016 "تبقى طفيفة بشكل عام غير أنها معتبرة بالنسبة لبعض البلدان و مجموعات بلدان". وينتظر تسجيل انتعاش أكبر في البلدان المتقدمة لكن نشاط أقل من المتوقع في بعض البلدان الكبرى يؤدي إلى خفض آفاق نمو المجموعة في 2017. ويرتقب أن يستقر نمو مجموعة البلدان هذه بين 0ر2% في 2017 و2018 مقابل 7ر1% في 2016 في حين قد يبلغ النمو في الولاياتالمتحدة نسبة 3ر2% في 2017 ونسبة 5ر2% في 2018 (+1ر0% و+4ر0% مقارنة مع توقعات الصندوق التي نشرت في أكتوبر 2016). ورفع الصندوق توقعاته الخاصة بالنمو الأمريكي جراء إضفاء المرونة المتوقعة على سياسة الميزانية الأمريكية وعودة الثقة لاسيما بع انتخابات نوفمبر. وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن الآفاق قد تحسنت كذلك في أوروبا واليابان. ويعود تخفيض توقعات النمو بالنسبة للبلدان الناشئة والبلدان النامية إلى تدهور الآفاق في عدة بلدان كبرى لاسيما في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. وقد تسجل هذه المجموعة نموا بنسبة 5ر4% في 2017 أي بتراجع 1ر0 نقطة مقارنة مع توقعات أكتوبر. وتم رفع توقعات النمو بالنسبة للصين في 2017 و2018 جراء إجراءات انتعاش أكثر صرامة من المتوقع وكذا الأمر بالنسبة لروسيا حيث يساهم ارتفاع أسعار البترول في الانتعاش. وخفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو بالنسبة لبلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالنسبة ل2017 من -8ر0% إلى 6ر2% وبالنسبة ل2018 من -2ر0% إلى 4ر3%. كما خفض الصندوق توقعات النمو في إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء بالنسبة ل2017 من -3ر0% إلى 6ر2%.