انطلقت مساء الجمعة بالمسرح الجهوي بمدينة باتنة أيام تضامنية مع ضحايا داء السيليكوز تحت شعار "إنقاذ أرواح أبنائنا من الداء عمل أنساني" حسبما لوحظ. وتميز حفل انطلاق التظاهرة التي تدوم إلى غاية 27 أغسطس الجاري بمبادرة من جمعية "أوراس للثقافة والعلوم الإنسانية" بحضور عدد من أرامل وأطفال ضحايا هذا الداء وأغلبهم من منطقة تكوت إلى جانب أطباء مختصين وممثلين لبعض الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والخيري. ودعت رئيسة جمعية هنفة (كلمة شاوية تعني التنفس) محدودة الهاشمي وهي أرملة لأحد ضحايا السيليكوز وأم ل3 أيتام إلى "ضرورة التكفل الجدي بهذه الشريحة التي تعاني في صمت" مؤكدة بأن "السيليكوز بمنطقة تكوت حصد إلى حد الآن 123 ضحية وخلف 69 أرملة و 150 يتيم وأكثر من 70 مريضا من بينهم مصابين في حالة خطيرة" . من جهته أوضح الدكتور عثمان شينار من المركز الاستشفائي الجامعي بباتنة طبيعة المرض الذي تتسبب فيه حبيبات السليس التي يستنشقها ممتهنو صقل الحجارة وتؤدي إلى تليف الرئة ثم صعوبات في التنفس تنتهي بالخضوع إلى التنفس الاصطناعي وغالبا ما تكون الحالة مصحوبة بأمراض أخرى منها خاصة السل مشددا على ضرورة اتخاذ الاحتياطات الوقائية في ممارسة هاته المهنة لتجنب الإصابة بالداء الناجم عن استنشاق غبار السليس . أما رئيسة جمعية "أوراس للثقافة والعلوم الإنسانية" الأنسة نعيمة دلول فأشارت إلى أن هذه المبادرة خيرية تهدف إلى "جمع وتوزيع إعانات على ضحايا الداء من أرامل ويتامى ومرضى الداء تحسبا لعيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي" . وستشمل التظاهرة -حسب المصدر- أنشطة رياضية وثقافية متنوعة ومعارض إلى جانب حفل فني يحييه ألمع نجوم الأغنية الأوراسية منهم جمال صابري وماسينيسا وهشام بومعراف و ميهوب ببلدية منعة التي ستنظم أبواب مفتوحة على دشرتها القديمة إلى جانب انشطة مماثلة بتكوت. وسيتخلل التظاهرة يوم دراسي علمي حول داء السيليكوز أسبابه وطرق الوقاية منه بمشاركة أطباء مختصين في الميدان يكون متبوع بخرجة ميدانية تحسيسية لفائدة شباب تكوت ضد أخطار مهنة صقل الحجارة الممارسة بالطريقة التقليدية . يذكر أن تكريما خاصا قدم بالمناسبة للدكتورين بشير رحماني وجمال حميزي لما قدماه لمرضى السيليكوز فالأول طبيب عام بتكوت اكتشف أول حالة منذ بداية سنة 2000 وتابع علاجها وما بعدها من الحالات والثاني طبيب مختص في الأمراض الصدرية بباتنة يعمل منذ سنوات على ملف السيليكوز ويعالج المصابين مجانا.