أعطى وزير الموارد المائية حسين نسيب يوم الثلاثاء بالجلفة تعليمات صارمة لمسؤولي القطاع بالولاية لتحسين وضعية التزود بالماء الشروب وتدارك عجز مرده مشكل التسيير وذلك حتى يتم تلبية حاجيات المواطنين بهذه المادة التي تحوز فيها الولاية على إمكانات جوفية وصفت بالهائلة. ولم يخف الوزير أسفه على وضعية تزويد مدينة الجلفة بالماء الشروب التي تقدر بمعدل يوم واحد إلى أربعة أيام مشيرا إلى مشكل التسيير الذي يعيق هذا الجانب الذي توليه الدولة اهتماما وعناية بالغة حيث أنتهز الفرصة ليعطي تعليمات صارمة من أجل متابعة المشاريع وتحسين الوضعية "قبل شهر رمضان وجعل التموين بصفة تدريجية ليكون بمعدل يومي". وذكر الوزير بأن ولاية الجلفة عرفت خلال الصائفة الفارطة تذبذبا في عملية التزود بالماء الشروب على مستوى 28 بلدية من أصل 36 بلدية وقد تم من خلال إجراء عملية تشخيص للوضعية تنفيذ برنامج استعجالي لتحسين التزود بالماء وهو ما ظهرت نتائجه عبر 10 بلديات من مجموع البلديات التي عرفت العجز ." وقد اتخذت إجراءات استعجالية- يضيف الوزير- بالنسبة " لمجموع 18 بلدية تعاني من عجز التزويد لتفادي هذه الوضعية حيث سيتم تحسين الأداء في 14 بلدية قبل شهر رمضان بصفة يومية لتتدرج العملية و تشمل مجموع 4 بلديات متبقية منها عاصمة الولاية." وذكر السيد نسيب أن "مجموع 29 بلدية بولاية الجلفة يسير فيها المرفق العام للمياه الصالحة للشرب من طرف الجماعات المحلية بمواردها الذاتية في ظل قلة توفر الإمكانات المادية وخصوصا وأنها - أي البلديات - لا تتوفر على الإطارات والأعوان المؤهلين وهو ما كان له أثر سلبي في تسجيل العجز الملحوظ". و قد تم في هذا الشأن اتخاذ قرار من أجل إدماج بالتدريج هذه البلديات لتسيرها الجزائرية للمياه حتى آفاق 2020 . و وقف الوزير خلال هذه الزيارة على مشروع انجاز خزانين مائيين على مستوى كل من حي "حاشي معمر" و القطب الحضري الجديد "بربيح" بلدية الجلفة بطاقة اجمالية تقدر ب 3000 م3 يندرجان في إطار تحسين وضعية التزويد بهذه المدينة و رفع قدرات التخزين. و من المنتظر أن يمون هاذان الخزانان اللذان انتهت بهما الأشغال مناطق التوسعات السكنية الجديدة علما أنه رصد لمشروعها غلاف مالي يزيد عن 291 مليون دج . كما زار الوزير محطة ازدواجية منظومة تزويد مدينة الجلفة بالماء الشروب انطلاقا من حقل واد الصدر ببلدية عين الإبل (20 كلم جنوب الولاية) كما استمع بعين المكان لشروحات وافية حول مشروع تحويل المياه لفائدة عاصمة الولاية انطلاقا من حقل الديزرة ببلدية عين الإبل على مسافة 30 كلم والذي سيرفع من قدرات التموين بمنسوب إضافي يقدر ب 18 576 متر مكعب يوميا ليصبح إجمالي الإنتاج يفوق 80 ألف متر مكعب ويوفر الماء بصفة يومية لفائدة سكان مدينة الجلفة. كما وضع الوزير بمدينة مسعد حجر الأساس لمشروع إنجاز خزان مائي أرضي بسعة 3000 م3 الذي تم تثبيت ورشته مؤخرا على أن ينجز في آجال لا تزيد عن 8 أشهر. وسيسمح بعد استلامه في الرفع من قدرات التخزين وتحسين وضعية التزود بهذه المدينة التي تعاني عجزا في التموين بالماء الشروب . واستمع الوزير بعين المكان لطرح أعيان المدينة ومجتمعها المدني التي تطرقت لعدة مواضيع منها مقترح إنجاز سد بمنطقة "واد جدي" وهو ما وعد بشأنه الوزير بأن تكون فيه دراسات من طرف خبراء من أجل معاينة ميدانية وعلى ضوء المعطيات ودراسة الجدوى يمكن عند توفر الإمكانات المادية العمل على إنجازه" كمل قال. كما تم طرح مشكل نوعية المياه التي يتزود منها الساكنة والتي بها درجة من الملوحة حيث أعطى الوزير تعليمات للقائمين على القطاع محليا للنظر في هذا الانشغال ومعالجته.