ودّع سكان مدينة عين أفقه الواقعة على بعد (125 كلم شمال الجلفة)، معاناتهم الكبيرة بخصوص النقص الفادح في التموين بالماء الشروب الذي تحسنت وضعيته بعد وضع في الخدمة لمشروع جر المياه إنطلاقا من حقل أولاد سعيد. وقد أشرفت السلطات المحلية للولاية على وضع حيز الخدمة لمشروع تحويل المياه لفائدة مدينة عين افقه التي بها تعداد سكاني يناهز 17.370 نسمة، حيث تم تزويد هذه الجماعة المحلية إنطلاقا من حقل أولاد سعيد على بعد 30 كلم. وحسب المؤشرات والمعطيات المقدمة لوالي الولاية عبد القادر جلاوي لدى إشرافه على مراسيم الوضع في الخدمة لهذا المشروع، فإن معاناة سكان مدينة عين أفقه بخصوص التموين كانت ترتكز أساسا في عدم بلوغ حاجيات هذه المدينة من الماء والمقدرة أساسا ب2606 متر مكعب في اليوم الواحد، في حين وضعيتها لا تلبي إلا 1036 متر مكعب. ومن بين ما يبرز معاناة السكان بخصوص تزويدهم بالماء الشروب لسنوات عدة هو معدل التموين الضئيل والذي كان يقدر ب12 لترا/ثا تمون إنطلاقا من أربعة آبار وفقط. وبالوضع الجزئي للمشروع كحل استعجالي للقضاء على هذه النقطة السوداء بالولاية من خلال إطلاق نظام داخل محطة التزويد يشتمل على مضخات غاطسة تساهم في ضمان تدفق بمعدل حوالي 60 ل/ثا من بئرين كمرحلة أولى سيتم تموين مدينة عين افقه بمعدل 8 ساعات على مدار 24 ساعة. وبفضل هذا المشروع ارتفع منسوب التزود بالماء الشروب إلى خمسة أضعاف على ما كان عليه في السابق حيث تم بلوغ توفير منسوب 6220 متر مكعب، وأضاف المشروع لوحده نحو 5184 متر مكعب للقدرة السابقة المقدرة ب1036 متر مكعب وتقدر قدرة التخزين الحالية ب2000 متر مكعب، كما ستحظى هذه الطاقة الاستيعابية ب500 متر مكعب في الآجال القريبة. يذكر أن المشروع الكلي لتحويل مياه الشرب إنطلاقا من حقل أولاد سعيد ، رصدت له الدولة غلافا ماليا بقيمة إجمالية تناهز 2 مليار دج، علما أن هذه العملية تشتمل على عدة مشاريع جزئية منها شق قنوات الجر على مسافات متباينة، وكذا إنجاز وتجهيز محطة الضخ. وسيعود هذا المشروع بالفائدة أيضا على مدينة حد الصحاري التي يجري تحويل المياه لفائدتها من ذات الحقل المائي، على أن تنتهي الأشغال ويستلم المشروع كلية مطلع شهر نوفمبر المقبل، وفقا لمسؤولي قطاع الموارد المائية. للإشارة، تكون السلطات المحلية للولاية من خلال وضع في الخدمة لمثل هذه المشاريع التنموية قد قضت في إطار تنفيذ إستراتيجيتها المتبعة لتحسين وضعية المياه الصالحة للشرب بعدد من البلديات الفقيرة في التموين على عدد من النقاط السوداء، كانت بدايتها بتحسين نسبي للوضعية بعاصمة الولاية ثم بلدية الزعفران وبلديتي دار الشيوخ وسيدي بايزيد ومواصلة هذه الخطة بالمناطق الجنوبية، وكذا ببلدية الجلفة مرة أخرى من خلال إعادة تأهيل الشبكة والرفع من قدرات التموين التي تجري حاليا بوتيرة معتبرة.