تم التطرق خلال المحادثات التي جرت بين المسؤولين الجزائريين و رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيد موسى فقي إلى مسائل الأمن و السلم في منطقة الساحل و إعادة بعث الصرح المغاربي إضافة إلى إبراز التزام الجزائر الثابت و القوي لصالح قضايا القارة. و قد أبرز رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، خلال محادثاته مع الوزير الأول أحمد اويحيى، التزام الجزائر الثابت و القوي لصالح قضايا القارة، معتبرا أن "مشروع الاندماج للاتحاد الإفريقي يرتكز على التكتلات الاقتصادية الجهوية ومن ثمة الأهمية التي يكتسيها إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي و إعادة بعث بنائه"، حسبما ورد في بيان للاتحاد الإفريقي نشر في ختام زيارة العمل التي قام بها السيد فقي إلى الجزائر من 10 إلى 12 مارس الجاري. و أوضح البيان ان الجزائر جددت التزامها لصالح مسار الاندماج المغاربي واستعدادها للمساهمة في تحقيقه. و في مجال مكافحة الإرهاب، أعرب رئيس المفوضية عن تقدير الاتحاد الافريقي للجزائر نظير "مساهمتها المتميزة في محاربة هذه الآفة"، مضيفا ان أفريقيا لديها الكثير ما تتعلّمه من تجربة الجزائر. وفي السياق الخاص بالمجهودات المبذولة في الساحل، ركزت المحادثات على ضرورة إعادة مسار نواكشط حول تعزيز التعاون الامني في منطقة الساحل الصحراوي و ضرورة تنسيق فعال بين مختلف المبادرات الجارية في المنطقة. وخلال اقامته بالجزائر، تحادث رئيس المفوضية الافريقية مع وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل حول مختلف أولويات القارة المتعلقة بالسلم والأمن والتكامل الافريقي والهجرة والتربية والثقافة علاوة على الاصلاح المؤسساتي للاتحاد الافريقي، وهذا في إطار شامل لأجندة 2063. ومن جهة أخرى، دعا السيد فقي الجزائر إلى الانضمام إلى السوق الموحد للنقل الجوي الذي تم إطلاقه خلال قمة يناير 2018 وانضمت إليه لحد الآن 24 دولة عضوا. وستسمح هذه السوق الموحدة، حسب الاتحاد الافريقي، "برفع عدد الرحلات الجوية بين البلدان الافريقية وتخفيض تكاليفها مما سيشجع المبادلات التجارية والاستثمارات والسياحة. كما أن تجسيده سيعزز الشركات الافريقية ويضعها في وضع أفضل لمواجهة منافسة متعاملي النقل الجوي غير الأفارقة. ولدى التطرق لموضوع الاصلاح المؤسساتي للاتحاد، جددت الجزائر دعمها لهذا المسار. و ذكر البيان انه من خلال ضرورة تبني مقاربة شاملة لضمان نجاح هذه العملية، شدّد كل من رئيس المفوضية والمسؤولين الجزائريين على أهمية القرارات المتخذة خلال قمة أديس أبابا شهر يناير 2018 بخصوص إشراك مكتب ندوة الاتحاد ووضع لجنة من 15 وزيرا للشؤون الخارجية من أجل تأدية دور تشاوري لدعم الاصلاح. وأوضح ذات المصدر بأن السيد فقي قد أعرب عن ارتياحه أيضا للتقدم الهام المسجل في مجال إنجاز مشاريع البنية التحتية الجهوية لاسيما الطريق العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بعاصمة نيجيريا لاغوس، وفي مجال الربط بالألياف البصرية (4.500 كم) بين الجزائر والنيجر ونيجيريا وتشاد ومنها 2.700 كم على الأراضي الجزائرية وقد تم الانتهاء من انجازها، وكذا أنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الذي يبلغ طوله حوالي 4.200 كم والممتد بين الجزائر والنيجر ونيجيريا والذي يضم تفرعات نحو دول أخرى من المنطقة الإقليمية. و خلال زيارته إلى الجزائر كان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي مرفوقا بكل من المفوضين المكلفين بالأمن والسلم والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا،على التوالي السيد اسماعيل شرقي وسارة أنيانغ أغبور والممثل السامي للاتحاد الافريقي من أجل مالي والساحل، السيد بيار بويويا، وممثل مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (نيباد) حسان مياكي، وكذا مسؤولين أخرين في مفوضية الاتحاد الافريقي.