حذر عدة أطباء و مختصين اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة خلال لقاء تحسيسي حول مكافحة التدخين من مخاطر هذه الآفة التي تتسبب في الإصابة ب25 مرضا خطيرا يتسبب في الوفاة. وخلال هذا اللقاء الذي نظم عشية الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين المصادف ل31 مايو, أكد رئيس مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذ محمد الطيب شنتير أن "مخاطر هذه الآفة جمة على صحة الإنسان حيث تتسبب في 25 مرضا ثقيلا يؤدي إلى تدمير جميع أعضاء الجسم" من بينها إنسداد شرايين القلب و شرايين الدماغ. وأوضح بالمناسبة أن مخاطر الإصابة تتضاف إذا كان المدخن يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري والكولسترول والسمنة مبرزا بأن تدخين "سيجارة واحدة يوميا فقط نتائجه وخيمة على صحة الفرد". وتطرق رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بوهران الأستاذ عبد القادر شافعي من جهته إلى آثار التدخين المباشر وغير المباشر على الإنجاب ليس من خلال إضعاف وإصابة الأعضاء التناسلية بالسرطان (الثدي وعنق الرحم) فحسب بل يساهم في الإجهاض وإصابة الجنين بتشوهات و اضطربات في العادة الشهرية. وأشارت بدورها الأستاذة حورية حويشات عضو بفريق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين إلى الإتفاقية الإطار لمكافحة هذه الأفة لسنة 2003 والتي تعتبر حسبها، إتفاقية الأممالمتحدة الوحيدة التي صادقت عليها 181 دولة بما فيها الجزائر في سنة 2006 مؤكدة أنه ورغم مصادقة عدد كبير من الدول على هذه الإتفاقية إلا أن الملاحظ ان "نسبة 15 بالمائة من سكان العالم لازالوا يدخنون بالأماكن العمومية رغم منعه منعا باتا". وكشف مدير الأمراض المزمنة بوزارة الصحة الأستاذ يوسف ترفاني عن "تحضير الجزائر للمصادقة على بند الإتفاقية الإطار لمكافحة التدخين المتعلق ببرتوكول مكافحة تهريب التبغ قريبا" مؤكدا بأن وزارتي الشؤون الخارجية والتجارة تمهدان لذلك. وأكد من جهة أخرى بأن شعار الوزارة لهذه السنة حول مكافحة التدخين هو "الشيشة: التبغ الذي يدمر القلب" مشيرا إلى الإنجازات الوطنية المحققة لمرافقة تطبيق الإتفاقية الأممية من بينها البرنامج الوطني لمكافحة عوامل الخطورة في الإصابة بالأمراض المزمنة من بينها التدخين (2015/ 2019) والإستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين والمخطط الوطني لمكافحة السرطان لنفس الفترة بالإضافة إلى فتح 53 مركز لتشجيع الإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة. و دقت رئيسة مصلحة الأمراض التنفسية بالمؤسسة الإستشفائية لمين دباغين (مايو سابقا) الأستاذة عزيزة فيساح بدورها ناقوس خطر مكونات السيجارة التي تقدر ب6000 مادة حسب ما تم الكشف عنه مؤخرا من بينها مادة النيكوتين والقطران اللتان تشجعان على الإدمان مشيرة إلى بعض المواد المضافة المخفية بغرض جذب أكثر عدد من المدخنين. ولدى اشارتها إلى الإقبال على الشيشة خلال السنوات الأخيرة سيما مع انتشار النوادي المخصصة للنساء بالمدن الكبرى حذرت المختصة من استهلاك هذا النوع من التبغ الذي يحتوي -عكس ما يضنه البعض -"على مخاطر تتسبب فيها مواد سامة أخرى تضاف إلى مواد السيجارة التقليدية على غرار الفحم ومضاعفة غاز اكسيد الكربون بالإضافة إلى مساهمتها في نقل الأمراض المعدية نتيجة عملية تداول الشيشة. للإشارة كشف التحقيق الوطني المتعدد المؤشرات انجزته وزارة الصحة بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة بالجزائر والديوان الوطني للإحصاء سنة 2017 سيكشف عن نتائجه خلال شهر يونيو المقبل "ان حوالي 15 بالمائة من الجزائريين البالغ أعمارهم ما بين 18 إلى 69 سنة يدخنون", مسجلا بذلك انخفاضا قد يضل الى 5 بالمئة.