أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم الأحد على إعادة فتح متحف تيمقاد الأثري بولاية باتنة وذلك بعدما ظل مغلقا منذ سنة 1993 أي قبل 25 سنة من اليوم. وأوضح الوزير الذي قام بزيارة عمل و تفقد إلى هذه الولاية استهلها ليلة السبت إلى الأحد بأن هذا المتحف الذي ظل مغلقا لفترة طويلة أصبح الآن بعد إعادة تهيئته وتوفير كل الشروط الملائمة يستجيب لكل المعايير التي تسمح له باستقطاب السياح من كل المناطق كونه ûكما قال- يتوفر على أجمل الفسيفساء المعروفة عبر التاريخ ويفوق عددها 80 و كذا على آثار أخرى هي بحاجة الآن إلى عملية ترويج وتسويق وتعريف. وقال السيد ميهوبي:"لن نتوقف فقط على فتح أبواب المتحف أمام الجمهور بل نعمل على الترويج لما يتوفر عليه من كنوز أثرية ونعكف حاليا على البحث على الصيغة المثلى لعملية الترويج لمثل هذه المواقع من خلال البحث عن مؤسسات مختصة في ميدان الترويج والتعريف و بيع صورة الجزائر الثقافية والتاريخية والجمالية وهي مسألة حيوية بالنسبة إلينا". وقد قام المركز الوطني للأبحاث الأثرية -يضيف الوزير- بعملية كبيرة لتهيئة هذا المرفق وتوفير مناخ يسمح بتحويله إلى موقع استقطاب حقيقي ثقافي وسياحي وحتى اقتصادي . وأكد وزير الثقافة بأن العمل سيشمل أيضا جوانب أخرى مرتبطة بالتكوين و سيشرع بعد شهر من الآن في عملية كبيرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي ، كما قال- حول ترميم الفسيفساء لتكوين فريق من المرممين حيث قال في هذا الصدد:"نملك حاليا فريق أولي لكننا نريد توسيع العملية ليكون لدينا أكبر عدد من المختصين الجزائريين في المجال لتكون لديهم الخبرة اللازمة في ترميم الفسيفساء الموجودة بالبلاد وتلك التي لا تزال مغمورة في عديد المواقع". وفي هذا السياق أوضح الوزير بأن السعي ينصب حاليا مع مؤسسات عالمية مختصة في الاستشعار عن بعد للقيام بمسح كل المواقع الأثرية الموجودة عبر الوطن عن طريق الأقمار الصناعية لمعرفة المواقع الأثرية وما تتوفر عليه من أشياء مكتنزة تحت الأرض . وقال السيد ميهوبي: "بدأنا في الاتصال الأولي مع الجهات التي تمتلك هذه التكنولوجيا المتقدمة جدا" مضيفا بأن "العمل بموقع تازولت الأثري سيتواصل والأبحاث فيه ستستمر" مشيرا إلى أن ما تعرض له موقع فسيفساء النمرة من تخريب جزئي لم يؤثر على استكمال عملية البحث والتنقيب وقد يتم العثور على أشياء أخرى. وأضاف الوزير بأن كل من تازولت وتيمقاد يمثلان موقعين أثريين متميزين من حيث وفرة المواد الأثرية والمتحفية المتميزة موضحا لدى وقوفه على مقترح مشروع لتوسيع الطريق الوطني رقم 31 الرابط ما بين مدخل تازولت ومنطقة مركونة بأن العمل جار على مستوى الوزارة لتحضير مشروع يتم من خلاله تسيير المواقع الأثرية تسييرا اقتصاديا بإشراف من محترفين في الميدان. وقد أشرف وزير الثقافة في اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى ولاية باتنة على تدشين مجمع ثقافي بفسديس ومكتبة للمطالعة العمومية بحيدوسة بعد أن تفقد الأشغال الجارية بموقع ومتحف تيمقاد الأثريين وزار قاعة الفسيفساء حاثا في كل مرة على بذل مجهودات للمحافظة على هذه الثروة والترويج لها قبل أن يدعو المبدعين على تثمين المرافق الثقافية والمساهمة بفاعلية في تنشيط وإثراء الساحة الثقافية بأعمال أكثر جودة. للتذكير كان وزير الثقافة قد أشرف ليلة السبت إلى الأحد بالمسرح الجهوي بعاصمة الولاية على حفل تكريم مجموعة من الفنانين في شتى الميادين و ذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للفنان.