شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة، على ضرورة تظافر جهود الجميع من أجل التجسيد الميداني للبرنامج الوطني لترقية الصحة العقلية (2017-2022) مؤكدا في نفس الوقت أن ترقية الصحة العقلية تعد من "أولويات القطاع". وأوضح السيد حسبلاوي، خلال كلمته الافتتاحية ليوم دراسي نظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للصحة العقلية المصادفة ل 10 أكتوبر من كل سنة،أن القطاع يسعى إلى ترقية الصحة العقلية باعتبارها كما قال، تعد من" ألوليات القطاع "الذي يعمل من أجل توفير تغطية صحية شاملة ومتكافئة بين كل المواطنين على مستوى التراب الوطني". ولتجسيد ذلك، أبرز السيد حسبلاوي، عزم دائرته الوزارية على "مجابهة التحديات المسجلة في مجال الصحة العقلية ،منها وجود بعض الولايات التي تفتقد لتغطية صحية متخصصة في مجال الامراض العقلية،إلى جانب "بعد المسافة بين المريض والهياكل الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية في بعض الولايات الأخرى". وإزاء هذا الوضع، ألح الوزير على أهمية تنشيط الصحة الجوارية في مجال الصحة العقلية ،علاوة على ضرورة" التكفل الخاص" بشريحة الأطفال والشباب الذين يعانون من الاضطرابات الذهنية وذلك من خلال العمل "بشكل جماعي من أجل التجسيد الميداني للبرنامج الوطني لترقية من الصحة العقلية ،الذي يشرف على تنفيذه لجنة متعددة القطاعات تم تنصيبها مؤخرا". من جانبه،كشف المدير الفرعي لمصلحة لترقية الصحة العقلية بالوزارة ،محمد شكالي،أنه تم تسجيل أزيد من"900 ألف حصة علاج خاصة بالأمراض العقلية خلال السنة الماضية"، مشيرا إلى إمكانية استفاد المريض الواحد من أكثر من حصة علاج. وبالمناسبة ،أشار ذات المسؤول ،إلى تسجيل "بعض الصعوبات في استقبال المرضى على مستوى بعض الولايات الكبرى خاصة منها العاصمة وذلك بالنظر إلى العدد الهائل التي تسجلها هذه الولاية"، مشيرا إلى وجود 20 مستشفى متخصص في الأمراض العقلية على المستوى الوطني توفر أزيد من ستة ألف سرير تضاف لها المراكز المتخصصة في الإدمان. وبخصوص التأطير البشري، أوضح ذات المسؤول توفر ما يفوق 900 طبيب مختص في الصحة العقلية، وبالرغم من ذلك --يضيف المتحدث-- يبقى هذا العدد "غير كافي"، مشيرا إلى تخرج عدد "كبير" من الاطباء المتخصصين في الصحة العقلية سنويا عدد منهم متخصص في الأمراض العقلية الخاصة بالأطفال، مبرزا أن ضغوطات الحياة اليومية تعد من أبرز أسباب الامراض العقلية تضاف لها العوامل الوراثية . كما أبرز السيد شكالي ،أن البرنامج الوطني لترقية الصحة العقلية ،يتضمن أهداف ترمي إلى ترقية مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمصابين بالأمراض العقلية بمختلف أنواعها ومستوياتها كذا الرفع من مستوى تكوين العنصر البشري إلى جانب تطوير وتثمين البحث العلمي في مجال الصحة العقلية ، علاوة على محور خاص بالتكفل بالمرضى من فئة الشباب و الطفولة. للإشارة،تتواصل أشغال هذا اليوم الدراسي إلى غاية يوم الثلاثاء، حيث برمجت ورشات متخصصة في مجال الأمراض العقلية ،تهدف إلى صياغة خطة عملية من شأنها تجسيد البرنامج الوطني لترقية الصحة العقلية في الجزائر. وبمناسبة هذا اللقاء العلمي ،قدمت احصائيات المنظمة العالمية للصحة حول انتشار الأمراض العقلية في العالم وإفريقيا ،حيث تم تسجيل 20 بالمائة من الأطفال والمراهقين في العالم يعانون من الاضطرابات الذهنية، في حين تم تسجيل حوالي 5 بالمائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة يعانون من هذه الاضطرابات بإفريقيا. جدير بالذكر، أنه تم احياء اليوم العالمي للصحة العقلية لهذه السنة تحت شعار "كلنا من اجل رفاهية الشباب في عالم يتغير".