تم ادراج موضوع القيم الانسانية و المبادئ الاساسية من اجل حماية الاشخاص خلال الحروب و النزاعات و الكوارث مثل التي استلهمت من العمل الانساني للسيد هنري دينون, أحد مؤسسي اللجنة الدولية للصليب الاحمر و للأمير عبد القادر, مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة و نموذج دولي في هذا المجال في جدول اعمال لقاء تم تنظيمه بالجزائر العاصمة. و تم تنظيم هذا اللقاء من طرف شركة هنري دينون و مؤسسة الأمير عبدالقادر و اللجنة الدولية للصليب الاحمر, حيث تخلله تدخلات رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالجزائر, كاثرين جاندر و رئيس شركة هنري دينون, روجي ديرون و كذا الأمينة العامة و الناطقة الرسمية لمؤسسة الامير عبد القادر, زهور اسيا بوطالب. و ذكر المتدخلون, كل على حدة, بأهمية العمل الانساني الوارد في الميثاق التأسيسي للجنة الدولية للصليب الاحمر, مشددين على "أهمية" التطرق الى الشخصيتين (هنري دينون و الامير عبدالقادر), من اكبر الشخصيات في القرن التاسع عشر. و قالت السيدة جاندر "من المهم الاشارة الى اهمية هتين الشخصيتين. سواء من خلال فكرهم و اعمالهم, فهي تبين على نحو مناسب الطابع العالمي للقيم التي يستند اليها القانون و العمل الانساني". و في هذا الاطار, اكدت ذات المسؤولة ان الامير عبدالقادر قام بإصدار مرسوم سنة 1843 يقضي بوضع "جائزة تمنح لفائدة كل شخص يتمكن من تسليم جندي فرنسي سالما معافا الى السلطات". و أضافت السيدة جاندر بالقول "كان يهدف المرسوم الذي اصدره الامير عبدالقادر و الذي كان مدرجا في اتفاقية جنيف سنة 1929 الى الحفاظ على سلامة و كرامة السجناء. تبين لنا التطورات الدولية ان هذه القاعدة لم تفقد من أهميتها الى يومنا هذا", مشيرة الى ان الامير عبدالقادر كان قد اعطى مسبقا, و من دون علمه, وصفا دقيقا لما يشكل العمل اليومي لوفود اللجنة الدولية للصليب الاحمر, اي توفير راحة السجناء و طمأنتهم على انه سيتم احترام حقوقهم". وعلاوة على الأعمال التضامنية, فقد التقت الشخصيتان على أرض الجزائر حيث عاش هنري دينون في منطقة الهضاب العليا بين 1853 و 1859 وهو ما يمكن تفسيره, حسب زهور آسيا بوطالب, أن هنري دينون يمثل "أحد ورثة الامير عبد القادر حيث كان جزائريا وامازيغيا وعربيا وافريقيا ومغاربيا ومسلما". ويهدف لقاء اليوم المنظم تحت شعار "من الامير عبد القادر إلى هنري دينون" إلى مراجعة مسار مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمري هنري دينون (1828-1901) وذلك بعد زيارة وفد سويسري مرفقا ببعثة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى ولاية سطيف لمدة ثلاثة أيام. وأبرزت السيدة جندر أن "ثورة الجزائر ستترك بصمتها في القانون الدولي الانساني الذي يعد كل من الامير عبد القادر وهنري دينون من روّاده", مشيرة إلى أنه "لأول مرة في التاريخ تعترف حركة تحرير وطنية (جبهة التحرير الوطني – جيش التحرير الوطني), بقابلية تطبيق القانون الدولي الانساني من خلال الالتزام بتطبيق معاهدات جينيف على كل أسرى الحرب الفرنسيين". من جهته أكد رئيس جمعية هنري دينون الذي ذكّر بمسار مؤسس اللجنة الدولية للصليب الاحمر وأول من تحصل على جائزة نوبل للسلام وصديق الجزائر أن دينون "مهّد لعهد الانسانية في العالم من خلال مبادئه الثورية التي تعد اليوم أسس الحركات الانسانية". ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الاحمر كانت حاضرة في الجزائر من 1955 إلى 1962 خلال حرب التحرير الوطنية حيث كانت هذه المنظمة الانسانية تؤدي زيارات إلى المجاهدين الجزائريين القابعين في السجون الفرنسية وكذا السجناء الفرنسيين الموقوفين من قبل جيش التحرير الوطني.