استقبل وزير الطاقة مصطفى قيطوني على هامش قمة "الجزائر ..الطاقة المستقبلية" التي نظمت يومي 29 و 30 أكتوبر الجاري بالجزائر العديد من وزراء الطاقة لتونس و موريتانيا و نيجيريا ونواب وزراء الطاقة لإسبانيا وبوليفيا إلى جانب الممثل الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني للشراكة الاقتصادية مع الجزائر , حسبما أفادت به الوزارة يوم الثلاثاء في بيان لها . واستعرض السيد قيطوني ووزير الصناعة التونسي للشركات الصغيرة والمتوسطة المكلف بالطاقة والمناجم والطاقات المتجددة سالم الفرياني التقدم المسجل في إدارة المشاريع ذات الصلة بتصدير وانتاج المحروقات, مع الاشارة إلى ضرورة تطوير مجالات بحث أخرى خاصة في مجال استخراج المحروقات في عرض البحر وفقا لنفس المصدر. كما اتفق الطرفان على تسريع وتيرة العمل في مشاريع التنقيب التي تشرف عليها شركة في "نومهيد" وهي مؤسسة جزائرية- تونسية مختلطة تملكها سوناطراك والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية (إيتاب) بالتساويي و الشروع في تقييم معمق للبيانات التقنية لمجال المناجم التونسي بطريقة تسمح باستغلال الامكانيات الجديدة بما يسمح بتحسين رقم اعمال هذه المؤسسة المختلطة. كما تطرق الطرفان إلى استمرار المناقشات حول تجديد عقد تموين تونس بالغاز الطبيعي الجزائري لما بعد عام 2019, وتموين المدن الحدودية التونسية بغاز البوتان وزيادة حجم الإمدادات بغاز البترول المسال. كما أعلن السيد قيطوني عن ربط منطقة ساقية سيدي يوسف التاريخية في تونس بالغاز الطبيعي, يضيف البيان. وقال "لقد أصدر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تعليمات لربط منطقة ساقية سيدي يوسف التاريخية بالغاز الجزائري قبل نهاية هذا العام". و فيما يتعلق بجانب الكهرباء دعا الوزيران إلى مواصلة الجهود لتطوير قدرات الاتصال البيني المشترك لتعزيز نظام الكهرباء الإقليمي وتسهيل المبادلات التجارية والتعاون في مجال الاغاثة. و أعرب السيد الفرياني عن تشكراته للجزائر نظير التموين الكبير لتونس بالكهرباء و الذي مكن بلاده من تجاوز طلب الذروة في الصيف والحد من آثار انقطاع التيار الكهربائي . كما ناقش الوزراء فرص الشراكة الجديدة والمبادلات التي يمكن للبلدين القيام بها للتقليص من التكاليف وتحسين إنتاج الكهرباء . وفي هذا الصدد سلط السيد قيطوني الضوء على تقدم الجزائر في مجال الصناعة واقترح على الجانب التونسي تموينه في المستقبل بالتوربينات الغازية والتوربينات البخارية وغيرها من المعدات المصنعة في الجزائر بحلول العام 2019. وأبدى الجانب التونسي اهتماما بهذا المشروع نظرا لطبيعة حضيرة انتاجه التي تتكون أساسا من توربينات الغاز والتوربينات البخارية. وخلال اللقاء مع الوزير الموريتاني للبترول والمناجم محمد عبد الفتاح, تطرق الطرفان الى إمكانية تعزيز التعاون والشراكة الموجودة بين الجزائروموريتانيا في مجال الطاقة. واتفق الطرفان على تشكيل لجنة مختلطة من الخبراء لبحث الفرص الجديدة في مجالات التنقيبي وتوزيع المنتجات النفطية والغازية وتطوير التنقيب في عرض البحر, والطاقات المتجددة. وفي هذا الصدد تمت مناقشة إمكانية إجراء دراسات حول امكانيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتدريب في مجالات الهيدروكربونات وتوزيع وتسويق المنتجات النفطية والكهرباء والطاقات المتجددة. وناقش الوزرين أخيراً فرص التبادل والاستثمار في مجال تصدير معدات إنتاج الكهرباء إلى جانب تركيب وأمن وصيانة التجهيزات الكهربائية بما في ذلك محطات توليد الكهرباء بوقود الديزل والتوربينات الغازية الموجهة لتموين المواطنين بالطاقة. وفيما يتعلق باللقاء مع وزير البترول النيجيري فوماكوي غادوي ناقش الجانبان الفرص الجديدة للتعاون بين البلدين خاصة فيما يتعلق باستكشاف وإنتاج المحروقات في النيجر من خلال شركة "سيباكس بي .في.أي" فرع مجمع سوناطراك. وفي هذا الصدد رحبت الطرفين بإمكانيات الاكتشافاتي التي ستعزز ببرنامج دراسة مخزونات باطن الارض الجاري تنفيذه. كما تطرق الوزيران أيضا إلى تدريب المهندسين والتقنيين النيجيريين في مجال المحروقات والكهرباء. كما شجعت الشركات المتعاملين من كلا البلدين على البحث عن سبل ووسائل لبناء شراكات مربحة للجانبين في مجال استخراج النفط والغاز وتوزيع المنتجات النفطية وتنمية الطاقات المتجددة وإنجاز البنى التحتية في مجال الكهرباء. وتطرق السيد قيطوني مع كاتب الدولة الإسباني للطاقة, جوزيدومينقاز اباسكال, الى العلاقات الثنائية و كذا وضعية تقدم المشاريع الجارية و آفاق التعاون والاستثمار في مجال الطاقة, لا سيما في مجال الاستكشاف والإنتاج و تحويل المنتجات البترولية و الطاقات المتجددة. كما تطرق الطرفان الى مشاريع الربط الكهربائي والغازي بين البلدين والشراكات في مجال تسويق الغاز لتعزيز العلاقات التجارية في كلا البلدين. و أكد وزير الطاقة, بهذه المناسبة, على "جودة العلاقات الثنائية المتميزة بين الجزائر وإسبانيا, وكذلك أهمية تطوير شراكات مربحة للطرفين ترتكز على المشاريع التي تدمج التحكم في تكنولوجيات الإنتاج, و نقل المعرفة والخبرة , التكوين, البحث و التطوير و الإدماج الوطني", حسب البيان. و مع نائب وزير التصنيع والتكرير والتسويق البوليفي, أومبرتو ساليناس, و كذا المكلف بالاستكشاف والاستغلال, كارلوس تيريكو, تطرق السيد قيطوني الى الآفاق الواعدة في مجال المحروقات بين البلدين, خصوصا تلك التي تم التطرق اليها خلال زيارته لبوليفيا كممثل لرئيس الجمهورية خلال انعقاد القمة الرابعة لرؤساء الدول و الحكومات لمنتدى الدول المصدرة للغاز في نوفمبر 2017. و ناقش الجانبان, الجزائري والبوليفي, إمكانيات إقامة علاقات تعاون من خلال مشاريع شراكة ذات منفعة متبادلة, لا سيما في مجالات الاستكشاف وإنتاج المحروقات والبتروكيماويات والنقل وتسويق الغاز و التكوين. كما رحب الطرفان بإنشاء فريق عمل يتألف من خبراء من الشركات الجزائرية والبوليفية للنفط, المتواجدة حاليا بالجزائر, و الذين يعملون معا لوضع خطة عمل في مجال استكشاف و تسويق المحروقات. و يدرس فريق الخبراء مشاريع شراكة ملموسة في مجالات البتروكيماويات وتسويق الغاز والمنتجات المكررة مع إمكانية إنشاء شراكات ثنائية لهذا الغرض. كما استقبل السيد قيطوني الممثل الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني للشراكة الاقتصادية مع الجزائر اللورد ريتشارد ريسبي. و خلال هذا الاجتماع, ناقش الطرفان فرص الأعمال والاستثمار وطرق ووسائل تسهيل تنفيذ المشاريع المشتركة, خاصة في مجال النفط والغاز, وتطوير الطاقات المتجددة و التكوين. و قدم وزير الطاقة, بهذه المناسبة, لمحة عامة عن سياسة الطاقة الجزائرية والفرص المتاحة في قطاع النفط والغاز, وخاصة في مجال تعزيز القدرات ووسائل الإنتاج والاستكشاف بما في ذلك في مشاريع الاستكشاف و الاستغلال في عرض البحر. كما شدد السيد قيطوني على رغبة الجزائر في العمل بشكل أفضل و مستمر لتطوير مواردها من المحروقات واستكشاف واستغلال المحروقات والثروات المعدنية من خلال الاستثمار في مجال البتروكيماويات والصناعات التحويلية. من جانبه, أعرب اللورد ريسبي عن "استعداد السلطات البريطانية لتطوير العمل مع الجزائر التي هي جزء من أولوياتها و تعزيز التعاون مع إفريقيا بشكل عام ". و في هذا الإطار, أشار الى إمكانية تمويل المشاريع الكبرى في الجزائر, حسب البيان.