تشهد الساحة السياسية الليبية تحركات دبلوماسية وأممية نشطة تهدف لإيجاد تسوية وطنية تخرج ليبيا من أزمتها في ظل توجه الأنظار إلى المؤتمر الدولي الذي تستضيفه مدينة باليرمو الإيطالية يومي 12 و 13 نوفمبر الجاري الذي يسعى الى وضع الأطراف الليبية على طاولة واحدة وإيجاد تسوية بينها. وفي تطور جديد استلم المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان التقرير النهائي الذي أعدته لجان مركز الحوار الانساني لنتائج المشاورات التي عقدت في 77 جلسة شملت شرائح المجتمع الليبي كافة و التي ستشكل الأساس الذي يقوم عليه الملتقى الوطني الليبي. للإشارة فإن الملتقى الوطني الليبي هو مبادرة أطلقتها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا, في إطار خطة العمل الأممية من أجل ليبيا, والتي تهدف لإنهاء الأزمة والمرور بالبلاد نحو مرحلة البناء والتعمير, وأن توصياته ستتم مناقشتها في ملتقى جامع سيعقد لاحقًا. من جهته, أفاد وزير الخارجية التونسي, بأنه يتم في الوقت الحالي تقييم المساعي والجهود الخارجية المبذولة في حل الأزمة الليبية, مثمنا جهود بعثة الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار منذ شهر سبتمبر الماضي بين أبرز أطراف الصراع في ليبيا وإيقاف الإقتتال والعمل على تثبيت عملية السلام, مشيرا الى أن هناك سلسلة من اللقاءات قد جاءت تحضيرا لمؤتمر "باليرمو", تمت في تونس وخارجها مع عدد من الشخصيات والجهات المساهمة في حل الأزمة الليبية. وأضاف الجهيناوي, أنه سيتم العمل في المرحلة القادمة على تنشيط المجال الاقتصادي في ليبيا وبحث الحلول للمشاكل الاقتصادية بها والعمل على تخطي الخلافات والوصول الى حل للأزمة السياسية والاقتصادية. وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قد صرح قبل أيام بأن مؤتمر باليرمو هو "من أجل ليبيا وليس حول ليبيا" وسيرتكز على مبدأين أساسيين: مسؤولية الجانب الليبي, واحترام المسار الذي حددته الأممالمتحدة لحل الأزمة في هذا البلد. -- المبعوث الأممي إلى ليبيا يؤكد "تكالب الأطراف الخارجية على ثروات ليبيا" -- لم يقتصر دور المبعوث الأممي على لعب دور في المصالحة السياسية بل يعمل كذلك بشكل حثيث في الملف الإقتصادي, إذ أكد المبعوث الأممي غسان سلامة "تكالب الأطراف الخارجية على ثروات ليبيا في وقت تستغل فيه الأطراف الداخلية هذه الثروات لتمويل نزاعاتها وإذكاء الحروب فيما بينها". وأشار سلامة خلال كلمة له على هامش مشاركته في منتدى شباب العالم الذي احتضنت فعالياته مدينة شرم الشيخ المصرية, إلى أن "الحرب في ليبيا هي على الثروات, لابين الإيديولوجيات أو الأفكار أو المناطق أو القبائل, لتدخل الأطراف الخارجية على خط هذه الحرب لتتكالب على ثروات البلاد النفطية و الغازية و المعدنية". تجدر الإشارة إلى أن البعثة الأممية إضطلعت بدور مباشر في مواجهة هذه التحديات, و ذلك في حل مشكلة الهلال النفطي و التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار والدفع بإصلاحات إقتصادية تجري للمرة الأولى في ليبيا منذ 2011.