بعد ستة سنوات من الانسداد في مسار المفاوضات، يلتقي المغرب و جبهة البوليساريو يومي الأربعاء والخميس في جنيف من اجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر قد دعا طرفي النزاع، المغرب باعتباره قوة محتلة للصحراء الغربية و جبهة البوليساريو، ممثل الشعب الصحراوي، للجلوس حول طاولة من أجل مفاوضات مباشرة في إطار إعادة بعث المسار الاممي لتسوية نزاع الصحراء الغربية على أساس احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وبتاريخ 31 اكتوبر 2018 طلب مجلس الامن من المغرب و جبهة البوليساريو استئناف المفاوضات، "دون شروط مسبقة وبحسن نية" من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم ومقبول من الطرفين يتيح تقرير مصير شعب الصحراء الغربية. وكان المغرب وجبهة البوليساريو قد اجتمعا منذ سنة 2007 في ثلاث جولات للمفاوضات المباشرة تحت اشراف الأممالمتحدة لكن المفاوضات لم تتقدم صوب الأهداف التي نصت عليها لوائح مجلس الامن الأممي. ويذكر أن الانسداد الذي تشهده هذه المفاوضات تسبب فيه المغرب الذي يحتل الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية منذ أكثر من 40 سنة على الرغم من الاقتراحات الجد مقبولة التي قدمتها جبهة البوليساريو. أما بالنسبة لهذا اللقاء الجديد، فقد جددت البوليساريو التزامها بمفاوضات "عن حسن نية" و "دون شروط" من أجل إيجاد حل "عادل ودائم" يسمح للشعب الصحراوي بالتعبير بكل حرية عن مستقبل الصحراء الغربية. وتعد الصحراء الغربية (آخر مستعمرة أفريقية) قضية تصفية الاستعمار يتواجه فيها المغرب و جبهة البوليساريو بخصوص اقليم صنفته الاممالمتحدة ضمن قائمة الأقاليم غير المستقلة في انتظار تطبيق اللائحة 1514 للجمعية العامة الصادرة في 14 ديسمبر 1960 والتي تكرس مبدأ تقرير المصير والاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.