عبر نحو ثلاثين متعامل اقتصادي جزائري من قطاع الصناعات الغذائية و المشاركين في الصالون الدولي للفلاحة بباريس عن ارادتهم في ولوج مختلف الأسواق الدولية حيث عرضوا بمناسبة هذه التظاهرة منتوجات ذات جودة عالية. في هذا الصدد, أوضح لوأج رئيس الوفد الجزائري و الأمين العام لوزارة التجارة, شريف عوماري أن " هذا الصالون يعتبر فرصة بالنسبة لمتعاملينا الاقتصاديين من أجل ابراز تنوع و نوعية منتوجاتنا و اقامة علاقات مع متعاملين من السوق الدولية و الاطلاع على الابتكارات في قطاعي الفلاحة و الصناعة الغذائية", مؤكدا أن سلطات البلاد تريد " ضمان نوعية تمثيل "الجزائر في مثل هذا النوع من الصالون المهني. وبالفعل فان مشاركة الجزائر في هذا الصالون الذي يجلب سنويا قرابة 700000 زائر فرنسي و دوليين و مهنيين اضافة الى الجمهور الواسع من أجل اكتشاف ثروة عالم الفلاحة كانت محتشمة في الطبعتين الماضيتين (2017 و 2018) بعد 25 سنة من الغياب بالرغم من الجهود التي يبذلها مخلوف شعلال, عضو الجالية الجزائرية و أحد منظمي الصالونات و المعارض الذي يحاول استقطاب متعاملين جزائريين. ويتربع جناح الجزائر هذه السنة على مساحة 350 متر مربع علما أن مشاركة المتعاملين معتبرة من خلال حضور مسؤولي الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية (ألجيكس) و الشركة الجزائرية للمعارض و التصدير (سافكس) التي تتكفل بمشاركة المتعاملين بنسبة 80 بالمئة. وقد اكتشف الزوار الذين تنقلوا الى المعرض اليوم الأربعاء المنتوجات الجزائرية التي تستمد قوة نوعيتها من شمس و مناخ أكبر بلد في افريقيا. وانطلاقا من الطماطم و مختلف انواع البطاطس و الفلفل الحلو و الفلفل الحار و مختلف أنواع الزيتون و التين و التمور و العنب و اليوسفي و البرتقال فقد لاحظ الزوار أن هذه المنتوجات تفوق بنوعيتها تلك التي تباع بالأسواق الأوروبية. في هذا الخصوص صرح الأمين العام لوزارة التجارة قائلا " تتوفر الجزائر على منتوجات غير موسمية يمكن أن تلج الأسواق الدولية بكل سهولة". و يبقى القيام فقط بوضع العلامة و التصديق و اللوجستية. في هذا السياق, أكد السيد شريف عوماري أن هذه الحيوية موجودة حيث ينشط عدد من المتعاملين " في هذا الاتجاه" على غرار وضع شبكة مخابر (حوالي خمسين) قصد تجهيزها لتصبح مخابر تصديق. و تنص خارطة الطريق حول وضع سلسلة صادرات التي صادقت عليها الحكومة على فتح الشحن الجوي أمام القطاع الخاص, حسب قوله دائما. ===المنتوجات الجزائرية في رحلة البحث عن الأسواق الأوروبية=== واغتنم مسؤولو الغرفة الوطنية للفلاحة هذه الفرصة ليشرعوا في نقاشات مع مسؤولي رانجيس من أجل دراسة امكانية بيع المنتجات الجزائريةبفرنسا وبلدان أوروبية أخرى. كما أجريت مباحثات مع الاتحاد الوطني الفرنسي لتربية النحل والفيدرالية الوطنية لشبكة تطوير صناعة النحل. وللتذكير, يشتهر العسل الجزائري بغنى منوعاته بسبب تنوع الحياة النباتية. من جهة أخرى, نظم الجناح الجزائري, اليوم الأربعاء بعد الظهيرة, يوما خاصا, افتتحه سفير الجزائربفرنسا, عبد القادر مسدوة الذي كان برفقة كل من رئيسة مجموعة الصداقة الجزائرية-الفرنسية, النائب فضيلة خطابي ونائب رئيس المجموعة وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية بالمجلس الوطني الفرنسي. وبعد أن أعربت عن "سعادتها الشديدة" بزيارة الجناح الجزائري, صرحت السيدة خطابي للصحافة بقولها "لاحظنا أن الجزائر قد قررت الترويج لمنتوجاتها, وهي منتوجات جيدة جدا وذات نوعية. وقد أخذت نظرة جيدة وايجابية عنها بحكم أنها مطلوبة في فرنسا", داعية إلى العمل "بذكاء" بين فرنساوالجزائر. من جهته, أكد السفير الجزائريبفرنسا أن الجزائر "تثبت امكانات ثرائها, ويمكننا في إطار الشراكة الجزائرية الفرنسية, العمل أكثر من أجل الكشف عن منتوجاتنا الطبيعية الخالصة والتي يمكنها أن تثري أكثر الشراكة الجيدة الموجودة بين البلدين". ويجمع الصالون الدولي للفلاحة بباريس كل سنة, ومنذ نصف قرن, جميع الفاعلين في القطاع الفلاحي, ويشكل حدثا مرجعيا في الفلاحة داخل فرنسا وخارجها. ويختص الصالون بكل من: التربية وشعبها ومنتوجات مناطق فرنسا وما وراء البحار والعالم والفلاحة والشعب النباتية والحدائق والبستنة المنزلية والخدمات ومهن الفلاحة.