شكل التصعيد الامني الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس، وما يشكله من ضرر للمسار السياسي الهادف الى ايجاد جل سلمي للازمة القائمة في ليبيا منذ قرابة ثمان سنوات، محور اتصالات مكثفة جرت بين فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية - المعترف بها دوليا - و عدد من كبار المسؤولين الدوليين، الذين دعوا خليفة حفتر الى سحب قواته فورا من طرابلس و العودة الى طاولة الحوار. و تلقى رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية خلال ال48 ساعة الماضية، اتصالات هاتفية من عديد من الشخصيات الدولية التي عبرت في مجملها عن " القلق العميق" ازاء التطورات الامنية و حالة التصعيد التي تعرفها العاصمة الليبية ،منذ الرابع من أبريل الجاري، تاريخ اعلان الضابط المتقاعد خليفة حفتر تقدم وحدات من الجيش تابعة له نحو جنوب العاصمة طرابلس استعدادا للدخول إليها ، ما أدى بفائز السراج الى إعلان حالة "النفير العام" لقوات حكومة الوفاق للتصدي لهذه التحركات العسكرية. و في هذا السياق عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم في مكالمة هاتفية مع فائز السراج عن تنديدها ب"العدوان" الذي تشنه قوات تابعة لحفتر على طرابلس ، "وما يسببه من ترويع وتهديد لحياة للمدنيين" ، مشددة على "ضرورة إيقاف قوات حفتر الفوري لهذا الاعتداء والانسحاب" من العاصمة. كما لفتت إلى خطورة الضرر الذي تسببه هذه العمليات للمسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة ، مؤكدة أنه " لا حل عسكري للازمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى الحوار والتفاهم". من جهته بحث الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال اتصال هاتفي أجراه أمس الأربعاء ، مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية ، تداعيات العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس. وعبر الرئيس التونسي خلال المكالمة عن " رفض بلاده القاطع لهذا العدوان الذي يزعزع الاستقرار ويهدد حياة المدنيين" ، ودعا " القوات المعتدية إلى الوقف الفوري للعدوان والعودة إلى مواقعها السابقة". وكان رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة ، بحث الوضع الأمني، والجهود الدولية المبذولة لإنهاء العدوان على العاصمة الليبية مع فائز السراج حيث جدد سلامة إدانته والمنظمة الدولية للهجوم على المنشآت المدنية وتعريض حياة المدنيين للخطر ما يمثل "انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي". وجاء التصعيد العسكري في طرابلس ، فيما كانت ليبيا تستعد لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع يومي 14 و 15 ابريل الجاري ،الا أن أن تطورات الاوضاع دفعت بغسان سلامة أمس الاربعاء الى الاعلان عن تأجيله على أن يحدد موعداً جديداً لانعقاده حالما يتوقف القتال في العاصمة الليبية. و تقول الاممالمتحدة أن القتال الدائر بين القوات التي يقودها الضابط المتقاعد حفتر وجيش حكومة الوفاق الوطني الليبية أسفر عن مقتل 56 شخصا في العاصمة طرابلس. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس إلى ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا "لتجنب معركة شاملة" للسيطرة على طرابلس.