تسجل بالجزائر 20 ألف حالة وفاة سنويا بالسرطان حسب ما أفاد به اليوم السبت بسكيكدة البروفسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز مكافحة السرطان بيار و ماري كوري (الجزائر العاصمة) و هو أيضا رئيس الجمعية الوطنية للأورام السرطانية الطبية. وأوضح البروفسور بوزيد ل"وأج" على هامش اختتام أشغال الأيام الوطنية الثالثة لسكيكدة للأورام السرطانية التي احتضنها أحد الفنادق الخاصة ببلدية فلفة (شرق سكيكدة) أن هذا الرقم "مقلق" و بإمكانه أن "يتزايد" . وصرح ذات المختص أنه يتم حاليا تسجيل 50 ألف حالة سرطان جديدة من مختلف الأنواع سنويا تشمل جميع الأعمار و من الجنسين يتصدرها سرطان القولون و الشرج الذي يعتبر السرطان الأول عند الرجل و الثاني عند المرأة مرجعا أسباب ارتفاع حالات الإصابة بالأورام السرطانية من سنة لأخرى إلى تغيير نمط الغذاء حيث أصبح المواطن يتجه -كما قال- إلى "الأكلات الجاهزة أكثر من الأكلات الصحية المطبوخة" ما يفسر-حسبه- ارتفاع نسبة سرطان القولون و الشرج بعد سن ال 40 سنة و الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي لدى المرأة و قبل سرطان الرئة لدى الرجل. واعتبر ذات الأخصائي كذلك أن استعمال المبيدات في معالجة المحاصيل الزراعية أدى إلى ارتفاع كبير لحالات الأورام السرطانية المختلفة, لافتا الى أن جميع القطاعات معنية للتقليل من استعمال هذه المبيدات التي ترفع نسبة الإصابة بالسرطان. وتبقى أفضل طريقة لتفادي الإصابة بالسرطان هي ممارسة الرياضة و التقليل من أكل اللحوم الحمراء و تناول أطعمة مطبوخة بخضر طبيعية و الإكثار من الفواكه , كما أبرزه البروفسور بوزيد. و سجل هذا المختص من جهة اخرى نجاح الدراسات النموذجية لتشخيص مرض السرطان عبر ولايتي بسكرة بالنسبة لسرطان الثدي و بجاية بالنسبة لسرطان القولون و الشرج و التي ستمكن من استخدامهما و تعميمها على مرضى باقي الولايات ابتداء من سنة 2022. من جهتها تطرقت الدكتورة جميلة رايس قربوعة طبيبة مختصة في تشريح الأنسجة بالجزائر العاصمة في مداخلتها إلى التقنية الجديدة التي يتم استخدامها حاليا في مسح عنق الرحم لتشخيص السرطان و التي أكدت بشأنها أنها تقنية جديدة في الوسط الطبي الجزائري بالرغم من كونها تقنية قديمة في الدول المتقدمة. و أضافت الدكتورة قربوعة أن هذه التقنية الحديثة التي يستخدمها حاليا الأطباء الخاصون بالجزائر العاصمة فقط هي بديل للطريقة الكلاسيكية التي تستخدم الشفرات و لها آثار سلبية كثيرة بالإضافة إلى عدم دقة نتائجها. و أشارت أيضا إلى أن هذه التقنية الحديثة يتم فيها استخدام أجهزة جد متطورة حيث يقوم الطبيب بمسح عنق الرحم بواسطة فرشاة ثم يضعها داخل الجهاز و تسمح بظهور النتيجة بسرعة دون أن تتسبب في آلام للمريضة كما أنها تشخص المرض بنسبة 90 بالمائة مقارنة بالطريقة الكلاسيكية التي تشخصه بنسبة حوالي 60 بالمائة فقط . و حثت بالمناسبة على قيام الوزارة الوصية بتعميم استعمال هذه التقنية على مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية لأنها ستسمح بتشخيص المرض لأكبر عدد ممكن من الأشخاص ما سيقلص إلى حد كبير عدد الوفيات بسرطان عنق الرحم. و شددت ذات المتخصصة على أهمية قيام النساء المتزوجات بمسح لعنق الرحم مرة كل سنتين معتبرة أن التشخيص المبكر يبقى "الوسيلة الأنجع لعلاج السرطان قبل انتشاره بباقي الجسم". من ناحيته أفاد أحمد زياري طبيب مفتش رئيسي منسق بمصلحة التفتيش بمديرية الصحة و السكان بسكيكدة بأن هذه الولاية تتوفر على وحدتين لعلاج الأورام السرطانية يسهر على تأطيرها 5 أطباء أخصائيين, مبرزا بأن خلال 2018 قامت هاتين الوحدتين بمتابعة 490 مريضا مصابا بالسرطان . للتذكير فقد افتتحت أشغال هذه الأيام مساء أمس الجمعة بمشاركة أطباء عامين و مختصين في الجراحة و التشخيص و الأشعة و التشريح على الخصوص قدموا من مختلف أنحاء الوطن من تنظيم الجمعية الوطنية للأورام السرطانية الطبية بالتنسيق مع مديرية الصحة بالولاية. و قد تمحورت الأشغال حول موضوع الوقاية و الكشف المبكر عن السرطان فضلا عن التطرق إلى التقنيات الجديدة للوقاية منه و الكشف عنه.