انطلقت بتونس مناظرات تلفزيونية بين مُرشحي الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 15 سبتمبر الجاري، في وقت تتواصل فيه الحملة الانتخابية، وسط مناخ اتسم بارتفاع نسق وعود وتعهدات المرشحين في مسعى لكسب ثقة الناخب التونسي. وفي تجربة فريدة وغير مسبوقة في تاريخ تونس، نظمت ابتداء من ليلة السبت لتستمر اليوم الاحد و غدا الاثنين، دائما في اطار الحملة الانتخابية المتواصلة، هذه المناظرات التلفزيونية من استديوهات التلفزة التونسية، تحت عنوان "الطريق إلى قرطاج، تونس تختار". وقد تم تقسيم المُرشحين خلال عملية قرعة إلى 3 مجموعات، مجموعتان منها تتكون من 9 مُرشحين ومجموعة واحدة تتألف من 8 مُرشحين. وجاء انطلاق هذه المناظرات السمعية البصرية قبل ثمانية أيام من الدور الاول من الانتخابات الرئاسية، وتكون مدة المناظرة الواحدة ساعتين ونصف الساعة، وذلك بمشاركة 10 مُرشحين. ويُشارك في تنظيم هذه المناظرات التي تهدف إلى "تعزيز الديمقراطية، عبر ترسيخ مبدأ التناظر بالأفكار وتكريس ثقافة الاختلاف"، التلفزيون الحكومي والهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ومنظمة "مبادرة مناظرة". وفي هذا السياق، أوضح محمد لسعد الداهش، الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزيون الرسمي التونسي- خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق- إن "المناظرات ستبث في شكل متزامن على عدد من القنوات المحلية وستراعي مبدأ المساواة الزمنية في مداخلات المرشحين. وفي تونس توجد حاليا 13 قناة تلفزيونية (قناتان حكوميتان و11 قناة خاصة) إلى جانب 39 إذاعة محلية. ويناظر خلال حلقات هذه المناظرات عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسيّة السابقة لأوانها حول ثلاثة محاور أساسية بتناول أولها ملف الدفاع والأمن الوطنيين ومهام رئيس الجمهورية ذات الصلة، وتم في نطاقه اساسا مساءلة المترشحين عن رؤاهم واستراتيجياتهم في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرّف. وتتسم الحملة الانتخابية عموما بارتفاع نسق الوعود والتعهدات التي تستهدف الاستحواذ على اهتمام الناخب تمهيدا لدفعه إلى صناديق الاقتراع، حيث استخدم المُرشحون مختلف وسائل الترويج التقليدية كالتجمعات الشعبية، والاجتماعات الجماهيرية والخطب واللقاءات التلفزيونية والإذاعية بالاضافة إلى الوسائل الدعائية الأخرى للترويج لبرامجهم كالملصقات الجدارية والرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكات الانترنت. وكانت الحملة الانتخابية لهذا الاستحقاق المُبكر قد انطلقت السبت الماضي على مستوى المُغتربين التونسيين. وانطلقت الاثنين الماضي داخل تونس، لتتواصل لغاية الثالث عشر من الشهر الجاري، حيث يكون الصمت الانتخابي يوم الرابع عشر، وفتح صناديق الاقتراع يوم الخامس عشر من الشهر الجاري. يذكر أنه يتنافس في هذه الانتخابات المُبكرة 26 مُرشحا، أبرزهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ووزير الدفاع المُستقيل، عبد الكريم الزبيدي، وعبد الفتاح مورو، مُرشح حركة النهضة الإسلامية ومهدي جمعة، رئيس الحكومة الأسبق وحمادي الجبالي، الأمين العام السابق لحركة النهضة. وتضم قائمة المتنافسين أيضا أربعة أسماء لمُرشحين سبق لهم أن شاركوا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 23 نوفمبر 2014، وهم منصف المرزوقي الذي تنافس في الدور الثاني ضد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حيث حصل على 44.31 % من الأصوات والهاشمي الحامدي الذي خرج من الدور الأول بعد حصوله على 5.7 % من أصوات الناخبين وسليم الرياحي 5.55 %، وأحمد الصافي سعيد 0.80 %.