تم اليوم الأحد بالجزائر العاصمة تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بإنجاز موسوعة الجزائر بمبادرة من المجلس الأعلى للغة العربية بهدف إجراء مسح شامل لذاكرة الجزائر ابتداء من الدولة البونيقية إلى الوقت الحاضر. تستهدف الموسوعة، إضافة إلى إعداد مادة شاملة تمثل الجزائر ثقافيا وتاريخيا وعسكريا وفكريا وعلميا إلى جانب الجغرافيا والعمران وما أسهم به الجزائريون من ابداع علمي وحضاري في شتى الميادين، الى الكشف عن مكاسب التراث الجزائري المطبوع منه والمخطوط والمشهور منه والمغمور وذلك في جميع العصور. ويشرف على انجاز هذه الموسوعة كفاءات وطنية وخبراء ومتخصصون (35 عضوا)، ويأتي اقتراح المشروع الذي تعود فكرته الى عام 2006 حسب رئيسه صالح بلعيد، "دعما للجهود الثقافية الرامية الى الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية وعلى ذخيرة الامة وذاكرتها"، مشددا على أن الجزائر "تحتاج الى موسوعة تكون مستندا اساسيا لتوثيق المعلومات القديمة والحديثة ودائرة للمعارف تستوعب كل ما هو جزائري عبر التاريخ وتستقصي جمع المعلومات والبيانات التعريفية والارشادية عن الجزائر وترصد ما جرى فيه من احداث وملاحم وبطولات وما يمزها من معالم ومواقف ومكاسب وشخصيات". وتتمثل مهام اللجنة في جمع المعطيات والاستشارة الواسعة حول ما يتطلبه مشروع الموسوعة، ويتعلق الامر بإعداد تصور عام يتضمن وضع ديباجة وصياغة هيكلها وتحديد المداخل الأساسية التي يتركز عليها في تحديد موضوعاتها وموادها وتوزيعها وترتيبها. واعتبر السيد بلعيد ان اعداد موسوعة بهذا الحجم "يحتاج الى جهود جبارة من الجمع والبحث والمتابعة وكذا الاستعانة بكل الطاقات الوطنية الثقافية منها والعلمية وكل الخبرات التي اثبتت فعاليتها وابانت عن جدارتها في مختلف التخصصات والتي يقع على عاتقها احصاء جميع المنجزات الجزائرية في شتى المجالات وان تقدم للقراء صورة بهية لدور الجزائر في تمثيل المعرفة الانسانية بمختلف مشاربها واسهاماتها في العلم والحضارة والابداع". وبخصوص المعالم المنهجية لهيكلة موسوعة الجزائر، فإنها تعتمد --حسب ذات المسؤول-- على وضع تصور منهجي أولي تحرر بموجبه الموسوعة باللغة العربية مع النظر في امكانية ترجمتها الى اللغات العالمية مع اعتماد الصيغتين الرقمية ثم الورقية ، لافتا الى ان انجاز المشروع "يعد حاجة وطنية ماسة وضرورة امنية ملحة ومطلبا حضاريا". وتقوم الموسوعة ايضا على وضع المواد وبحث معطياتها من خلال الباحثين والعلماء والمتخصصين داخل الوطن وخارجه وتتضمن الى جانب النصوص عددا من الصور والرسومات والجداول والخرائط والرموز ووسائل الإيضاح كلما دعت الحاجة الى ذلك. يشار إلى أن هذه اللجنة ستشرع بشكل عملي وفعلي في انجاز المشروع عام 2020 بعد ان اعطت رئاسة الجمهورية قرار قبول ودعم المشروع مؤخرا - وفق ما ادلى به رئيس المجلس-. ولم يفوت السيد بلعيد فرصة اللقاء ليستعرض بعض المشاريع "الكبرى" التي يضطلع المجلس الاعلى للغة العربية بانجازها على غرار المعجم التاريخي للغة العربية الذي تم الانتهاء من اعداده ومعجم الثقافة الجزائرية ومعلمة المخطوطات الجزائرية بالشراكة مع المجلس الإسلامي اضافة الى مشاريع المكتبة الرقمية والالعاب اللغوية وانجاز 10 معاجم علمية ومجلة العلوم.