يغيب الناشر الجزائري عن معرض الشارقة للكتاب بالإمارات العربية المتحدة الذي تقام فعالياته منذ 30 أكتوبر وسط مشاركة أزيد من 2.000 ناشرا من كل أنحاء العالم. معرض الشارقة الذي يتزامن مع اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب ينظم في الفترة نفسها مع صالون الجزائر الدولي للكتاب. وبينما يعتبر الناشر الجزائري "سيلا" موعده القار الوحيد لتسويق صادراته يحظى جزء من الناشرين من البلدان العربية بفرصة العرض والتسويق عبر المعرضين في الوقت ذاته حسب ملاحظين لعالم النشر في تلك البلدان. كما يحرم الناشر الجزائري أيضا من تمثيل بلده ومن الاستفادة من تسهيلات المعارض المختلفة بسبب "القوانين التي لم تتكيف مع الكتاب بوصفه منتجا معرفيا، إذ تصدير الكتاب ينطبق عليه قانون أيّ بضاعة أخرى"، ما جعل الناشرين يتهيّبون المغامرة يرى الملاحظون. ورغم أنّ بعض الناشرين يشاركون عبر تمثيل من قبل ناشرين آخرين من بلدانهم، إلا أن الناشر الجزائري لم تتح له هذه الفرصة، فباستثناء بعض الكتب التي نشرت بالشراكة بين ناشرين جزائريين وعرب، فلا أثر للعلامات الجزائرية في أجنة المعرض حسب ما لاحظته "واج". وبغياب الناشرين الجزائريين عن الفعاليات الكبرى للكتاب في العالم والعالم العربي، "لا يبرحون المحلية" ويبقى الكتاب الجزائري مجهولا خارج الحدود، ويتسبب هذا أيضا في "حرمان المؤلف الجزائري من الوصول لجمهور قراء أوسع" يقول الملاحظون. ويراهن الناشرون العرب على الحضور المكثف للنقاد ووسائل الإعلام لتقديم منشوراتهم، وكذلك لاقتراح الأسماء التي يراهنون عليها في المواعيد الأدبية وترشيحها للجوائز، من خلال المبيعات المرتفعة أو الجلسات المباشرة مع القراء والمتخصصين. ويعتبر غياب الناشر الجزائري سببا مباشرا في غياب الكاتب الجزائري عن المشهد الثقافي والأدبي العربي، رغم أن الجزائر تحصي عددا كبيرا من الإصدارات الأدبية سنويّا وتسجل تناميا في ظاهرة الكتابة والقراءة الأدبية، ما يدفع الكتاب إلى البحث عن طبعات عربية لنصوصهم. أحلام مستغانمي نجمة معرض الشارقة يسعى الكتاب الجزائريون إلى الانتشار في العالم العربي عبر المواعيد الثقافية وعلى رأسها معارض الكتاب، ومن بينها معرض الشارقة الذي يستقطب المئات من الكتاب والصحافيين الثقافيين من كل البلدان العربية. ويشارك في هذه الدورة من معرض الشارقة الرّوائي الحبيب السايح الذي برمج لندوة حول الأدب الإفريقي، وواسيني الأعرج الذي برمج لندوة حول ورشات الكتابة، في حين حضرت ربيعة جلطي في حفل الافتتاح وشارك الكاتب عبد الرزاق بوكبة هو الآخر في المعرض. وتبقى أحلام مستغانمي نجمة المعارض العربية بما فيها معرض الشارقة ويسعى الجميع لاستقطاب جمهورها. وقد شاركت مستغانمي في لقاء مفتوح مع الجمهور، وأجابت عن أسئلتهم التي ناقشت الوضع في العالم العربي، والمأزق السياسي في البلدان العربية، وتحدّثت عن آلامها وأحلامها التي تنقلها من خلال كتاباتها. ورغم غيابهم إلا أنّ كتب عدد من الجزائريّين حاضرة على غرار أمين الزّاوي ومحمد جعفر وأحمد طيباوي وبشير مفتي وأحمد دلباني وسارة النمس وغيرهم، لكن عبر الناشر من البلدان العربية. كما تعرض الكثير من دور النشر العربية الكتب الجامعية الجزائريّة، حيث تنشر أطروحات ودراسات جزائريّة في مجال اللّسانيات والنقد والفلسفة وعلم الاجتماع. ويبقى أخيرا المؤلف الجزائري يجهل حقيقة مبيعات كتبه لدى الناشر العربي أو مدى وفاء هذا الناشر بعقده معه، كون الكتب الأكاديمية لا تنال متابعات في الصحافة رغم الإقبال عليها.