تتواصل أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب، في جوّ تطبعه الرغبة الملحة من طرف الزوار في اكتشاف جديد العلوم والمعرفة والأدب، وقد حار العديد من الزوار في اختيار ما يلزمهمم، لكنهم اتفقوا كلهم على أن معرض الشارقة أتي بآخر المؤلفات، خاصة تلك التي حققت أكبر المبيعات في العالم، هذه الأخيرة التي صار لها جناح خاص، وحدثنا مسؤولها أن أكبرها في المجال السياسة والبزنس وكتب الأطفال. يجمع زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب على أهمية الفعالية الثقافية التي تشهد تطوراً ملحوظاً في كل طبعة، وتؤسس لثقافة الاهتمام بالكتاب الورقي مطالعةَ وإنتاجاً وتعمل على زرع حب الكلمة المقروءة في نفوس الناشئة، الذين رأيناهم طيلة أيام المعرض فرحين ومزهوين بكتبهم، وتحولت أرجاء المعرض الذي أنجز بطرقية فنّية كبيرة، فيها كل الضروريات للزوار كالمطاعم والمقاهي والمستلزمات لرجال الأعمال والناشرين والإعلاميين. ويؤكد من التقيناهم من الناشرين أن الإنتاج العربي لا يزال بخير وفي تقدم مستمر، رغم الغزو الالكتروني، والوسائط الحديثة التي أخذت جزء كبيراً من الجمهور، بما لها من جاذبية، ولاحظ الزوار والمهتمون بعالم الكتاب أن هناك إنتاجاً متنوعاً يلبي كل الأذواق ويمس كل المجالات، فالإقبال كبير بالخصوص على الكتب الدينية وكتب الأطفال، وتبقى الدول الرائدة في صناعة وترويج الكتاب التي تملك تقاليد ومهارات وخبرة في هذا الميدان، هي لبنان والسعودية ومصر، كما لاحظنا أيضاً العدد الكبير للناشرات اللواتي مثلن الجنس اللطيف، فالحضور النسوي كبير لناشرات معروفات بإسهاماتهن في مسيرة الثقافة التي تحتفل بها الشارقة كل عام، وتذكر الناشرة سمية .ب من ''دار الحوار السورية '' أنها تشارك في المعرض كل عام، وتستمتع به كناشرة وزائرة في آن واحد، مشيدة بالتنظيم المحكم والإدارة الناجحة التي تسهل كل الظروف للناشرين بكل احترافية، أما الأستاذة إحسان كنعان من المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر اللبنانية فتشير إلى أنها وفية للمعرض منذ بداية الثمانينيات، وتشهد أن معرض الشارقة من أعظمها في العالم وأن المثير في ذلك هو التقاء أكبر وأهم دور النشر والمؤسسات الثقافية فيه، والبالغ عددها 789 دارا منها ثمان فرنسية، كما أنها سعدت كثيراً بالتعامل مع إدارة المعرض التي أصرت على قدومها لتعرض آخر الإصدارات الموسوعية والفرنسية لديها. وأشادت الناشرة علياء . خ من ''دار الفكر العربي '' بتنظيم المعرض وتوفر كل ما يحتاجه الناشر من مساعدات، وهي مشاركة في المعرض منذ ست سنوات وستحرص على تلك المشاركة لثقتها به وبجمهوره، الذي وصفته بأنه جمهور نوعي وذواق. من جهتها أكدت الناشرة فدوى بستاني حرصها على المشاركة في المعرض، فقد جلبت مجموعة جديدة من الكتب والقصص التي تختص بأدب الكبار و الصغار، لاسيما تلك التي تتكلم حول ظواهر طبيعية مهمة، لكنها مبسطة ليستوعب الأطفال ماهيتها، وكل ذلك من أجل زائري المعرض المخلصين. والملاحظ أن الإماراتيين والشارقيين بالخصوص يولون اهتماماً كبيراً لعالم الكتاب، خاصة وأن حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من أكبر الكتاب والمترجمين في الوطن العربي.