أعلن المختصون في داء السكري والطب الداخلي يوم السبت بالجزائر العاصمة ان نسبة 5 بالمائة فقط من المصابين بهذا الداء من الصنف 2 "بحاجة حقيقية الى العلاج بالأدوية المبتكرة" . وأكد الأستاذ مراد سمروني رئيس مصلحة داء السكري والغدد بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية حساني اسعد لبني مسوس خلال ندوة صحفية نشطها بمعية نخبة من المختصين على هامش اختتام الملتقى الوطني ال 21 للسكري ان "الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي يرفض ادراج الأدوية المبتكرة ضمن قائمة الأدوية المعوضة نتيجة تكلفتها دون مراعاة فعاليتها". واعتبر ذات المختص في هذا السياق أن" نسبة 5 بالمائة فقط من المرضى الذين هم بحاجة حقيقية الى هذه الأدوية التي اثبتت -حسبه- فعاليتها في الوقاية من المضاعفات وتوازن نسبة السكر بالدم لا تؤثر تكلفتها على نفقات الصندوق ". ومن بين هذه المضاعفات التي يقي منها العلاج الجديد ذكر الأستاذ سمروني الذي يشغل كذلك منصب رئيس الجمعية الجزائرية لداء السكري هي "أزمة شرايين الدماغ والقلب كما يساهم ذات العلاج في احداث توازن في نسبة السكر بالدم والتصدي للسمنة ". واعتبر ذات المختص انه "باستعمال هذا العلاج لدى نسبة 5 بالمائة من المصابين سيساهم مع مرور الزمن في التخفيض من السعر باعتبار أن الفئة الأكثر خطورة للداء تزداد من يوم لآخر" . واكد الأستاذ منصور بروري مختص في الطب الداخلي بالمؤسسة الإستشفائية العمومية لبئر طرارية بدوره أن "داء السكري الذي يعرف ارتفاعا مذهلا بالجزائر والعالم يحتل المرتبة الرابعة في الأمراض المزمنة المتسببة في الوفيات". واذا لم تتوصل السلطات العمومية الى التحكم في عوامل الخطورة -كما اضاف- فان ارتفاع نسبة السمنة (13 مليون جزائري يعاني من الزيادة في الوزن) وعدم المراقبة الفعلية لداء السكري الذي بلغ نسبة تقارب نسبة 15 بالمائة لدى الفئة العمرية البالغة ما بين 18 -69 سنة فان نتائج هذه الإصابات ستكون لها "اثارا وخيمة على الصحة والإقتصاد الوطني ". و وصف الأستاذ بروري من جانب آخر انه وبالرغم من النتائج التي حققها العلاج والتكفل بداء السكري بالجزائر منذ سنة 2008 والذي كان يضاهي العلاج المطبق بالدول المتقدمة إلا أن هذا العلاج "عرف -حسبه-ركودا خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم ادراج الجزيئات المبتكرة على غرار ما هو معمول به بالدول التي طبقتها ". واشار رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بقسنطينة الأستاذ عدنان زعموم بدوره الى "فوائد الأدوية المبتكرة على المريض والإقتصاد الوطني وذلك استنادا الى النتائج التي حققها هذا العلاج لدى الدول التي طبقته". وكشف السيد ياسين سلام استاذ مساعد بجامعة الجزائر في مجال صيدلة الإقتصاد عن العبء الذي يمثله داء السكري على الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي حيث "يستحوذ لوحده على نسبة 28.2 بالمائة من مجموع تكاليف الأدوية المعوضة ". وذكر على سبيل المثال بان مادة الأنسولين لوحدها كلفت الصندوق 36 مليار دج خلال سنة 2018 وشرائط قياس نسبة السكر بالدم 14.5 مليار دج والأدوية التي تتناول عن طريق الفم 7.3 مليار دج وقد بلغت هذه التكاليف مجتمعة -كما اضاف- أزيد من 57 مليار دج . كما بلغت التكاليف غير المباشرة للتكفل بداء السكري اي المضاعفات ازيد من 230 مليار دج (1.9 مليار دولار امريكي)والتكفل بالسكري ومضاعفاته معا قرابة 290 مليار دج أي 5/1 الموارد الموجهة للقطاع الصحي . وأكد السيد سلام أن ادراج الأدوية المبتكرة سيحمي المريض من مضاعفات الداء والموت المبكر بالإضافة الى توفير الموارد المالية للصندوق والقطاع الصحي . واشار من جانبه رئيس جمعية المصابين بداء السكري لولاية الجزائر العاصمة فيصل أحدة الى المشاكل التي تتخبط فيها بعض فئات المرضى نتيجة هشاشتها مشددا على ضرورة ادراج الأدوية الجديدة التي يطالب بها المصابون. ودعا في الأخير جميع المختصين الى "ضرورة تطبيق التوصيات العالمية التي أكدت عليها الجمعيات العلمية الأوروبية والأمريكية بالجزائر تماشيا مع المستجدات التي يمر بها العالم" .