سيدي بلعباس دعا المشاركون في الملتقى الدولي الثالث حول "الإسلام وقضايا المجتمع" الذي اختتمت فعالياته اليوم الثلاثاء بسيدي بلعباس الى تعزيز مشاركة المؤسسة الدينية في الدعوة الى ترسيخ والاقتداء بمبادئ وقيم بيان أول نوفمبر. وحث المشاركون في هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار "بيان أول نوفمبر الخالد من التأسيس إلى البناء " والذي عرف حضور أساتذة جامعيين وأئمة ومشايخ من مختلف مناطق الوطن على ضرورة تعزيز دور الإمام في المحافظة على معالم الهوية التاريخية للأمة وذلك من خلال الخطاب المسجدي الداعي إلى المحافظة على الوحدة الوطنية. واعتبروا في هذا الصدد أن تعزيز هذا الدور يساهم في صون البلاد وضمان أمن واستقراره مذكرين بدور الزوايا ومدارس التعليم الديني خلال الاحتلال الفرنسي في ترسيخ البعد الوطني الأصيل للشعب الجزائري وفي مقاومة حملات محو الهوية للمستعمر الغاشم. وفي هذا السياق ذكر المدير الولائي للشؤون الدينية والأوقاف عبد الحكيم ربعي أنه يتوجب إعداد مناهج تعزز دور المؤسسة الدينية لا سيما الأئمة لتحقيق هذه الغاية مشيرا إلى أن الإمام يعد إلى جانب مهامه في إمامة المصلين أمينا لرسالة نوفمبر بأبعادها الوطنية والروحية والدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعسكرية. ومن جهته استعرض الدكتور صايد معول وهو إطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف القيم الحضارية والثقافية والاجتماعية التي تضمنها بيان أول نوفمبر 1954 داعيا الى ضرورة استخلاص القيم والعبر من هذه الوثيقة التاريخية الخالدة مشيرا إلى أن "بيان أول نوفمبر لم يكن بيانا للحرب والتنافر وإنما كان بيانا للسلم والشرف والكرامة الإنسانية". وأوصى المتدخلون في هذا الملتقى بضرورة وقوف المؤسسة الدينية مع الجزائر من خلال تلبية النداء الوطني للمحافظة على وحدة تراب الوطن وأمنه واستقراره وكذا تفويت الفرصة على أعداءه المتربصين" مشيدا في نفس الوقت بتفاني الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في خدمة الوطن وحماية أرضه وشعبه. يذكر أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي كان قد أشرف يوم الاثنين على افتتاح فعاليات هذا الملتقى الذي نظم بمبادرة من المديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع جامعة جيلالي اليابس لسيدي بلعباس وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ومخبر البحث في والدراسات الاستشرافية في حضارة المغرب الإسلامي.